لقد اهتم الإنسان منذ الأزل بتوفير قوت يومه. حيث كان يخرج من ملاذه الآمن ويجابه
المخاطر وأشرس المخلوقات للحصول على طعامه تلبية لغريزة البقاء. واحتياجات جسمه
للطاقة والبناء وحفظ الجسم من الأمراض, ولابد أن يكون هذا الطعام غنياً بالعناصر النافعة
والمفيدة التي يحتاجها الجسم للقيام بالتكاليف على أكمل وجه. وأن يكون أيضاً وفق الشروط
الصحية وخالياً من الملوثات التي قد تفسده وتضر بصحة الإنسان. ولهذا يواجه ملايين الناس
حالياً صعوبات جمة في الحصول على كميات كافية ومناسبة من الغذاء يومياً نتيجة تلوث
الغذاء بمختلف المكونات. الحية وغير الحية. فمع الازدهار والتقدم في الحضارة والصناعة
زاد عدد الملوثات الغذائية وآثارها السلبية على النظام البيئي ككل.

ومن هنا كان لزاماً على الإنسان أن يتفادى هذه الآثار والأضرار قدر الإمكان حفاظاً
على الغذاء كونه أحد أساسيات الحياة. فظهرت كيانات منظمة وهيئات عالمية تنادي بحق
حصول كل إنسان على غذاء سليم ومتوازن. وشرعت تنظيم القوانين واللوائح التي تضمن
سلامة الغذاء وخلوه من جميع ملوثات الغذاء أياً كان مصدرهاء وكل ما هو خاص بحماية
صحة الإنسان.

نأمل أن يفيد هذا الكتاب قرّاء سلسلة الثقافة الصحية. وأن يكون قد استوفى بالشرح
كل ما تطرق إليه من معلومات من خلال ما تضمنته فصوله الأربعة.