رواية الجارة فيودور دوستويفسكي PDF

رواية الجارة للمؤلف دوستويفسكي رواية من الأدب العالمي الروسي، تدور الأحداث حول شخصية اوردينوف شاب عاش عن معزل من الناس واستغنى عن العالم وانغمس في هوى العلم الذي أفسد شبابه بسم بطيء لذيذ. هذا العلم الذي كان سلاحا ضده، بحيث اعتكف في عالمه الخاص المنفرد حتى عٌدّ شخصا غريبا متفردا منذ أن كان طفلا لأنه لم يكن يشبه رفاقه في شيء، وبسبب طبعه وتوحشه، قد عانى كثيرا مع زملائه في المدرسة فزاده ذلك عبوسا حتى ابتعد شيئا فشيئا عن الناس وانطوى على نفسه.

يدور فضاء الرواية حول شخصية اسمها ” اوردينوف”
هذا الشخص الوحيد والذي سقاه الأسى من كل مآخذ القسوة، لم يكن الأمر يقف على الأفكار السوداوية المؤمنة بالشؤم من القدر السحيق، إن الشخص يزداد أمله في تغير
الأشياء اللعينة إذا كان مداها بعيد أما التي تصنف من استقراء القدر على أنها قصيرة المدى يصبح الأمر بها أكثر قسرًا ويأسًا وحتميةً وأقل أملاً،
إن ” اوردينوف ” يعاني من كلا الأمرين وهذا ما يجعله تحت عذابات أبدية تنهش كل ما يصادفها في أغواره،
.
في إحدى الأيام الباردة القاتمة وجد نفسه أمام أمر لا مناص منه وهو أن تلك العجوز التي يسكن في منزلها قررت عنوةً
أن تكمل بقية الحياة خارج بطرسبرج، وجد بطلنا نفسه في أزقة المدينة هالعًا يبحث عن مأوى يأوي به، الغاية التي
أمامه هي أن ينزوي عن البرد اللاذع ويشيح ناظريه عن تلك الأزقة المبهمة بملامحها من قتمة الطقس المثخن بالغيوم الرمادية، بينما يبحث عن الغاية المرجوة إذ هو يتذكر عجوز قد كان يحمل أمانة لبطلنا،
ذهب إلى العجوز وأخذ منه مالاً زهيد وهو عبارة عن ميراث تبقى له من والده، ومضى نحو ما يرجو، صادف اردينوف
في الكنيسة شيخ طاعن في السن اسمه مورين وفتاه تدعى كاترين وقد رفرف لها قلبه وشعر بشيء من الألم الممزوج باللذة يشابه شيئًا يسمى الحب،
لا نعلم هل هو الحب الذي عرفناه أم هو نوع آخر جراء الشفقة، أصبح وجهها اللامع يستحوذ مدارات فكره، حاول جاهدًا أن يكون بجوارها وفعلاً تحقق مسعاه إذ بهو يستأجر معها هي والعجوز، ومن هنا تنطلق القصة في ذروتها ويتبين لنا أغلب معالم الفكرة الرئيسية والمخفية، ويزداد توغل ” دوستويفسكي ” في الشخصيات وحينما نقول أن ” دوستويفسكي ” توغل أكثر في شخصية ما فنحن نقصد أن الشخصية سيعصف بها الأسى القاسي،
.
في إحدى الأيام تأتي ” كاترين لأوردينوف” وهي في ثورة أشجانها، يائسة أشد اليأس، تتآكل روحها من أطياف الحزن المسعورة، يهلع بطلنا حينما تراءت له آلام حبيبته، وهنا تبدأ كاترين اليائسة تقص عليه ماضيها ولكي لا أشرع في التفاصيل أكثر، تتجلى لنا الفكرة كليًا في مشهد قصير كأنها الوحشًالذي سنحت له الفرصة أن ينقض علينا، وتظهرًلنا تلك الظاهرة قبل ظهورها للبشر بشكلٍ رسمي والتي من خلالها يقول “دوستويفسكي ” أنا أعرف هذه الحالة النفسية قبل أن يعرفها العالم أجمع وهي الأن تعرف “بمتلازمة ستوكهولم” وكما هو المعروف عن الروائي ” دوستويفسكي ” أنه سبق فرويد في التحليل النفسي.