كتاب الفلسفة البابلية حسين الهنداوي PDF

هل عرف العراقيون القدماء «الفلسفة»؟ وأين وما هي منظورائهم فى المجالات الجوهرية التقليدية للفلسفة كالميتافيزيقيا والفيزيقيا والمنطق والأخلاق والسياسة؟ ومن هم أبرز فلاسفتهم على مر دولهم وأزمنتهم الحضارية الطويلة نسبيا، ثم كيف نفهم شبه إجماع مؤرخي الفلسفة لا سيما فى الفرب على الأقرار بوجود «ممجزة» إغريقية في ولادة الفلسفة، واعتبار كل ذلك الفكر الضخم والعبقرى والحيوى الذي سبخها مجرد «حدس أسطوري» أو «تمثلات حشية» أو توهمات إدراك مباشر وتمائم وطقوس وحسب؟ هذه هي بعض الأسئلة الجوهرية التي نريد تقديم إجابة جديدة ودقيقة وموسعة عليها لأثبات، في ما يلي من صفحات، إن البابليين امتلكوا منظومات فلسفية بالحعنى الفعلي للكلمة في عدد مهم من المجالات، وكانوا أساتذة الإغريق في مجال الفلسفة أيضا وليس في الرياضيات والفلك والهندسة والطب والكتاة وحسب كما هو ثابت الآن، دون تضئيل عظمة دور المقل الإغريقي في إثراء وتطوير نظريات فلسفية وعلمية كثيرة سابقة عليه أج إبداع الجديد منها. وإذ نعتقد بإمكان إطلاق نعت «فلسفة» على عدد مهم من الاستنتاجات أو المنظومات التأملية التي بلفها المفكر الرافديني القديم. فذلك لأنها تأملات عقلية مستهدفة لذاتها بغض النهلر عن مفهومها الخاص عن مصدر المعرفة العقلية الذى هو الله لدبها بداهة. وهي في هذا الجانب، وكأى فكر تأملي مسجم م منطقه الخاص، لا تختلف جوهريا عن عقلانية ممظم الفلاسفة في أي ثقافة أخرى.

والمثاليين منهم خاصة، إذا وضعنا مستوى تطور أدوات التعبير والمنهج جانيا أيضا وبفوة في منظورات عدد مهم من الفلاسفة الإغريق اللاحقين على أما عن هيمنة بعدها «العرفاني» أو «الفيبي»، فهذا موجود فلاسفة بابل كطاليس وفيثاغورس والأورفيين مدلا وحتى سقراط وأفلاطون وإفلوطين وكذلك لدى أهم الفلاسفة السكولائيين المسيحيين (أوغسطين، توما الاكويني، انسلم)، أو الفلاسفة اليهود (فيلون، موسى بن ميمون )، أو المعتزلة والأشاعرة وحتى حيث نجد أنفسنا حيال منظومات مؤسسة على إيحاءات روحية أو إلهامات أو رؤى «قدسية» إلى هذا الحد المتصؤفة من المسلمين، أو ذاك، ومع ذلك تم الاستنتاج بأنها تنتمي موضوعيا إلى الفلسفة نظرا إلى أن جوهرها يظل في كيانه الأعظم فلسفيا بكل معنى الكلحة. يرغم إغفالها أو تجنبها أن تؤسس نفسها على البرهنة العقلية المحضة أو المنهج المنطقي.