كتاب النزعة النصرانية في قاموس المنجد إبراهيم عوض PDF

يتحدث الدكتور إبراهيم عوض، الأديب والمفكر الإسلامي، في هذا الكتاب عن موضوع من الموضوعات المهمة والخطيرة، فهو يحدثنا عن القاموس الأكثر رواجًا وانتشارًا في القرن الماضي، وهو قاموس المنجد، الذي قام بوضعه الأب لويس معروف اليسوعي، في بدايات القرن الماضي، وطبعته المطابع الكاثوليكية، فهو قاموس نصراني يعبر عن الرأي النصراني والمشاعر النصرانية، وهو خاص بأهل هذه الديانة، ومع ذلك كما يوضح الكاتب إبراهيم عوض تجد الآلاف من النسخ من هذا القاموس في بيوت المسلمين، ولا يدري من يحمل هذا القاموس أنه لا يعبر إلا عن أهل الديانة النصرانية، ويوضح الكاتب ما يحمله هذا الكتاب من المغالطات التاريخية حول التاريخ العثماني وغيره، ويوضح الكاتب بالأدلة أن النزعة النصرانية كانت وراء ترجمة هذا القاموس لهذا العدد الكبير من شخصيات الكتاب المقدس. ويتطرق الكاتب  في هذا الكتاب الصغير، لغير ذلك من القضايا المهمة التي حدث التباس على المسلمين فيها بخصوص القاموس. 

ولا يخفي الدكتور عوض أن الانتشار الكبير لهذا القاموس حتى يصح وصفه بأنه مما عمّتْ به البلوى، -صدرت منه أكثر من 30طبعة !!- هذا الانتشار السام كان على رأس الدوافع التي حفزته على تعرية هذا المرجع الكنسي المتخفي في ثياب قاموس، ففضح خبيئته أمام جمهور القراء، الذين يقتنون المنجد لأنه قاموس عصري وليس بقديم، كما أنه مزود بالصور الملونة والرسوم التوضيحية، بالرغم من أن المؤلف اقتناه اضطراراً إذ لم يكن يطمئن إليه أصلاً.

ومن خلال المراجعة العابرة، استفز الدكتور إبراهيم ما لاحظه في قاموس المنجد من مسحة نصرانية لا تلائم قاموساً لغوياً تاريخياً، فقرر الإبحار فيه وتقويمه تقويماً شاملاً، ليجد تلك النزعة النصرانية عارية تطل-كما قال-برأسها القبيح كلما أتيحت لها فرصة، وبلا مناسبة في أحيان كثيرة!!

القاموس نصراني في كل شيء باستثناء إشراك بعض المسلمين في جوانب تتعلق بالأعلام العرب، لكنه إشراك ثانوي لأنه تحت الهيمنة الصليبية الجلية، فالقرآن الكريم لا يوصف بأي وصف تقديري مثل:الكريم والعظيم ولو لمرة واحدة، أما الكتاب الديني للقوم فلا يُذْكَر إلا متبوعاً بكلمة:المقدس!!والشواهد القرآنية في القاموس ترد بصيغة تجهيلية تنم عن حقد دفين، فلا ينسبها القاموس إلى كتاب الله تعالى!!