رواية عهود الدم حسين السيد PDF

موقع المكتبة.نت

0 233

توصل بجديد الكتب على بريدك الإلكتروني بالإشتراك معنا

إنضموا إلينا عبر Telegram :

أو مجموعتنا على الفيسبوك :

أو على اليوتيوب :

الدم رواية حسين السيد موقع المكتبة نت www.Maktbah.net 4

رواية عهود الدم حسين السيد PDF ، تحميل مباشر من موقع المكتبة نت أكبر مكتبة كتب PDF ، تحميل وتنزيل مباشر وقراءة أونلاين كتب الكترونية PDF مجانية .

لم افهم يوما كنه ذلك العناد الذي يميز العجائز. ولم أعي أبدا سر ارتباطهم العجيب ببيئتهم التي نشأوا بها أو عاشوا فيها.
ولم يكن أبي شذوذا عن تلك القاعدة. كان عنيدا في قراراته التي يتخذها, صلبا في تنفيذها كالصخر, وكذلك كان مرتبطا
ببيته الريفي كأنما روحه معلقة بين جدرانه وجنابته. وكان هذا سر معاناتي معه في عامه الأخير.

أعيش في القاهرة ويحيا أبي في بيت ريفي ضخم في أحديقري محافظة المنيا, تقاطعت سبلنا وقد عزفت حياة الريف
الرتيبة واشتهيت حياة المدينة الصاخبة الحية, وآثر هو حياة الريف الهادئة الراكدة في بيته الذي ورثه عن أجداد أجداده. ظل
طوال الوقت يلح علي أن أعود بأطفالي للبيت للحياة فيه متوعدا حينا, ومتوسلا أحيانا أخرى, وظللت على إصراري ألا
أعود. لقد اخترت من قبل ولن أعود لذلك البيت ثانية إلا لزيارة أبي والاطمئنان عليه.

تتباعد المسافات والزيارات بيننا, ويزداد الجفاء والغضب بجوف أبي وهو يرى ابنه الوحيد شقي عاق يأبى الرضوخ لرغبة أبيه. وأرى أن من حقي وقد كبرت وتزوجت أن أختار طريقي بإرادتي الحرة بعيدا عن تحكمات أبي ورغباته. في النهاية هي حياتي ومن حقي أن أحياها كما أشاء. لكنني حافظت على وصاله. أتصل به في كل يوم مرتان وأزوره مع أبنائي كل شهر مرة.
وظل الحال هكذا حتى عام قبل الآن.. وكان ذلك حين أصيب أبي بالشلل.. حاولت في ذلك اليووم أن أتصول بوه لأطموئن عليوه لكنوه لوم يورد.. ظل هاتفه يرن بلا إجابة طوال الوقت, وفي النهاية وقد بلغ القلوق منووي مبلغووه, لووم يكوون أمووامي إلا أن أسووتقلّ أول قطووار لأذهووب لأطمئن عليه..

بلغوت المنيوا, وقود حول الظولام علوى رصويف المحطوة, ووصولت البيت وآذان العشاء يرتفع من المآذن المحيطة به.
دلفت البيت فرأيت موا هوالني.. كوان أبوي يرقود علوى وجهوه فووق أرض الصالة الخشبية بعجز ويأس, في انتظار مووت بطويء, بعود أن فقد الأمل في أن تدركه نجدة ما. وعلمت منه بعد حين ما حدث له