كتاب رؤية دوستويفسكي للعالم نيقولا برديائف PDF

موقع المكتبة.نت

0 745

توصل بجديد الكتب على بريدك الإلكتروني بالإشتراك معنا

إنضموا إلينا عبر Telegram :

أو مجموعتنا على الفيسبوك :

أو على اليوتيوب :

رؤية دوستويفسكي للعالم نيقولا بردائف موقع المكتبة maktbah.Net 2

كتاب رؤية دوستويفسكي للعالم نيقولا برديائف PDF ، على موقع المكتبة نت لـ تحميل كتب PDF .

المعضلة التى تتناولها روايات ديستويفسكى، فى رأى برديائف، هى الصراع بين حرية الروح، التى تجلب الاختيار، وبالتالى تحتوى على بذور شر، وبين التنظيم القسرى لسعادة بشرية تقوم على معاملة الناس كالقطيع.

وهى المشكلة التى بلغ التعبير عنها ذروته فى أسطورة المفتش الاكبر فى الإخوة كارامازوف. ففى هذيانات “إيفان” ظهر رجل هو ضد للمسيح، وهو رجل له روح محبة للبشر، وله رسالة روحية تشبه رسالة المسيح، ولكنه يرى أن المسيح حمّل الناس آلاما أكبر منهم، ودافعه فى رسالته كان الغرور، لقد نمى غرور الروح البشرية للنخبة، وفى المقابل ترك ملايين البشر للشر. أما رسالته – المفتش الاكبر – فهى أن يقسم البشر لنخبة تمثل العشر، والتسعة أعشار المتبقية يُعاملوا كالقطيع ويُوزع الخبر عليهم بمساواة، وبذلك تتحقق “السعادة الاجتماعية المنظمة”.

كان ديستويفسكى ناقدا حادا لفكرة السعادة الاجتماعية، سواء نظمتها سلطة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، أو نظمها نظام اشتراكى، ونقده لهذه الفكرة يبلغ ذروته فى رواية “رسائل من تحت الأرض”، فيقول : أعطوا الإنسان كل شىء، ولكنه بواعز من اللامعقول، وبدافع من حريته إلى أن يختار هذا اللامعقول، سيهدم كل شىء ويطلب لنفسه العذاب.

أن حرية الروح، اللى تتضمن حرية اختيار اللامعقول هى الجوهر الوحيد للبشر، وهى الطاقة التى ستظل تحركهم فى مسار يحمل ما يحمله من إمكانيات للشر والظلمات. وهذه هى رسالة المسيح الحقيقية، فهو لم ينزل من الصليب كما تطلب المنكرون، لأنه كان “متعطشا إلى الحب الحر، لا إلى الفورات الذليلة التى يبديها العبد أمام قوة أفزعته مرة واحدة وإلى الأبد”. وهكذا ظهرت الحقيقة الإلهية إلى العالم، مهينة ممزقة، مصلوبة بواسطة قوى هذا العالم، غير أن حرية الروح توطدت بهذه الواقعة نفسها. ذلك أننا لا نتطلب حقيقة إلهية باهرة القدرة، ظافرة فى العالم، ومسيطرة بالقوة على النفوس الإنسانية، لا نتطلب مثل هذه الحقيقة لفهم حرية الروح. وفى هذا كان سر الجلجثة هو سر الحرية.

أن كتاب (رؤية دوستويفسكي للعالم) قد كتب سنة 1921، إلا أنه يبقى مهماً لاعتبارات عديدة منها أن مؤلفه هو نيقولا برديائف، الذي انجذب إلى دوستويفسكي روحياً زمناً طويلاً عاش خلاله هذا الكاتب من خلال مؤلفاته، فكره، رؤاه المختلفة، والاعتبار الثاني هو أن المؤلف قد تناول في هذا الكتاب جوانب غير اعتيادية تكون في مجموعها رؤية الأديب للعالم، فناقش (الإنسان، الحرية، الشر، الحب، الثورة..) لدى دوستويفسكي. واصل هذه المناقشات أو الدراسات محاضرات ألقاها المؤلف في ندوة خصصت للأديب في 1920-1921 ودفعته إلى أن يلم شتات تأملاته عن الموضوع فيكون هذا الكتاب