كتاب العقيدة العسكرية وتطوراتها طارق محمود شكري PDF

الحرب شأنها شأن أي عمل آخر، لابد لها من اعتماد نظريات تنظم ادارتها وتطبيقاتها. وجاءت هذه النظريات عبر التاريخ منذ أقدم العصور. وبلورها الباحثون والمنظرون وأطلقوا عليها اسم “فن الحرب”.
ثم جاء المحدثون ليكملوا مسيرة الأولين ويضيفوا تسمية “العقيدة العسكرية”
لم يكن فن الحرب معروفاً بهذه التسمية إلا مع بداية القرن السابع عشر. كما أن العقيدة العسكرية هي الأخرى لم تعرف بمفهومها الحالي إلا مؤخراً بعد الحرب العالمية الثانية.

هذا الكتاب حمل اسم (العقيدة العسكرية و تطوراتها) و الذي صدر ببغداد بمائتي صفحة يتناول فيها العقيدة العسكرية بمفهومها المهني و ترجمتها العسكرية.
و يضم الكتاب خمسة فصول اضافة الى مقدمة رصينة محبكة بلغة سردية ادبية في اطار موضوعة عسكرية فكرية.
ففي مقدمة الكتاب يقول الفريق الركن طارق محمود شكري (يتحمل المترجمون العرب – الذين يترجمون الادبيات العسكرية خاصة – الكثير من الوزر فيما ال اليه مفهوم العقيدة العسكرية من غموض و ضبابية، فقد ترجموا عن اللغة الروسية او اللغة الانكليزية بالدرجة الاولى، لقد زادت تلك الترجمات الطين بلة و شتت المفاهيم و زادت الغموض غموضا.
و في الفصل الاول يوضح الكاتب باقتضاب مشبع تداخل و علاقة السياسة العسكرية بالسياسات الاخرى و مفهوم العقيدة العسكرية و العوامل المؤثرة في صياغتها منتهيا بشواهد و امثلة عما يكتب عنه في العديد من دول العالم و منها الاتحاد السوفييتي – سابقا – و حلف شمال الاطلسي و( الكيان الصهيوني) و كيف تنص عقيدته على ان (الهجوم هو خير وسيلة للدفاع).
و يقوم الفصل الثاني على دراسة موقع العقيدة العسكرية و التي تحتل من تفكير العسكريين عموما و في الادبيات العسكرية اخيرا , و تلعب دورا رئيسيا في تحديد اوجه استخدام القوات المسلحة , و من غيرها يتعذر وضع الاسس لاستثمار تلك القوات لتحقيق الغاية من وجودها بالشكل الامثل، الا وهي الدفاع عن الوطن و تحقيق النصر و يؤكد الكاتب على الاختلافات في موقع العقيدة العسكرية ضمن مكونات فن الحرب.
و من خلال هذه المباحث يصل الباحث الى ان حلف شمال الاطلسي الذي تاسس بعدالحرب العالمية الثانية كان في ذهن مؤسسيه تحقيق النصر لا الاشتباك في معركة فصلية مع الخصم، فوضع عقيدته العسكرية الاولى ثم طورها الى الثانية و غيرها الى الثالثة ثم اخيرة في الثمانينات قبل انهيار الاتحاد السوفييتي و تفكك حلف (وارشو)، و قد جاءت كل تلك التغيرات ساعية و راء الفكرة نفسها مستثمرة التطورات العلمية و التقنية الفائقة من اجل تجنب الاشتباك و الخوض في معركة فصلية مع الخصم.
و ياخذ الفصل الخامس مساحة في مكافحة الارهاب.