رواية مدار السرطان هنري ميللر PDF

يحكي لنا هنري، عن حصوله علي وظيفة (بكوفر) الذي سقط من هوة مصعد، فمات. حيث عمل مصححا، بإحدي الصحف. ونتيجة للفواجع التي يصححها للطباعة، يوميا، يصل لحالة من المناعة التامة. يقول: “لا شيء يؤثر بي، لا الزلازل ولا حركات الشغب ولا المصادمات ولا الحروب ولا الثورات. إنني ملقح ضد كل مرض، كل فاجعة، كل حسرة وبؤس. إنه أوج حياة الثبات والجلد. في كوتي الصغيرة تكمن كل السموم التي ينفثها العالم كل يوم بين يدي. لا تتلوث من قلامة ظفر.

أنا منيع مناعة مطلقة. بل إنني أفضل حالا من مساعد في مخبر، إذ ليست هناك روائح كريهة هنا، لا تفوح إلا رائحة رصاص يحترق”. والفاجعة العظمي بالنسبة إلي مصحح المطبوعات هي التهديد بفقدان عمله. يقول: وحين نجتمع وقت الاستراحة يكون السؤال الذي يشيع القشعريرة في ظهورنا هو: ماذا ستفعل إذا فقدت عملك؟ فبالنسبة إلي رجل يعمل كناسا للروث في إسطبل ترويض الخيول، الرعب الأعظم هو وجود عالم بلا خيول. ومن البلاهة بمكان أن تقول له إنه من المثير أن يقضي المرء حياته يجرف الروث الساخن. ففي وسع الانسان أن يحب الخراء إذا كان رزقه يعتمد عليه، وسعادته مرهونة به.

ومع (فيلمور) أقام هنري فترة، كان خلالها مشغولا بالكتابة. وكان فيلمور هذا يوفر له كل سبل الراحة: طعام. خمر. حفلات رقص. وردا للجميل، استطاع هنري بطريقة مجنونة، تخليص فيلمور، من عاهرة فرنسية، وقع في حبائلها. وهي حكاية طريفة، تتكشف فيها كل خبايا شخصية هنري، وكل جنونه..