كتاب مصادر تمويل الحملات الصليبية 489 – 648هـ/ 1095 – 1250م سعد خليل الشعيبان PDF

لقد شهد الشرق الإسلامي في أواخر القرن الخامس الهجري أواخر القرن الحادي عشر الميلادي حركة غزو غربية لم يشهد لها مثيل في العصور الوسطى، واتخذت هذه الحركة من الدين ستارا لإخفاء ما تنطوي عليه من المطامع والأهداف، وتتمثل هذه الحركة بالحروب الصليبية. وكان لحركة الغزو الصليبية ركائز اقتصادية طورها الصليبيون طوال فترة وجودهم في الشرق، فالمتتبع للوجود الصليبي منذ بدايته في نهاية القرن الحادي عشر الميلادي حتى نهايته في أواخر القرن الثالث عشر، يلاحظ هذا التغير والتطور في النهج الاقتصادي وأثره في الوجود الصليبى في المنطقة، وفترات ضعفه وقوته. ولم يكن انضمام الزعماء والأمراء والتجار الأوروبيين لهذه الحروب استجارة للنداء البابوي الذي أطلقة البابا أوربان الثاني عام 95()1$، وإنما رأوا تحقيق منافع وغايات دنيوية لم يحققوها في الغرب الأوروبي في ذلك الوقت، لذلك اعتمدت الحملات الصليبية الأولى على التمويل الذاي من قبل الأمير والفارس والجندي، بغية عد تقاسم المكتسبات المالية الشرقية مع أحد ممن كان له دور في تمويل هذه الحملات. ولأهمية العنصر الاقتصادي في تكوين الدول واستمرار وجودها، وبسبب ندرة وجود دراسة اقتصادية تتناول الوجود الصليبى في الشرق وأسس قيامه الاقتصادية بشكل كامل، من خلال تناول المرتكزات الاقتصادية للحملات الصليبية القادمة من أوروبا، أو الحملات الصليبية التي قام بها الصليبيون في الشرق طوال فترات وجودهم؛ قمت بتناول هذا الموضوع ودراسته دراسة مستفيضة اعتمادا على ما