كتاب العنف في الأدب الصهيوني علي سليمان PDF ، على موقع المكتبة نت لـ تحميل كتب إلكترونية PDF .
قد يحمل هذا العنوان شيئا من الغرابة أو المفارقة؛ إذ من غير المألوف أو الطبيعي أن نبحث عن العنف في الأدب أو يكون الأدب أداة من أدواته، أو أن يسهم الأدباء والشعراء في توليد العنف وتغذيته أو في الدعوة إليه وتسويقه؛ فالمألوف والبدهي أن يحمل الأدب فيما يحمله، نزوعا إنسانيا وأخلاقيا وقيما تؤكد معاني الحق والعدل والرأفة والجمال، وأن يعطي حياة الإنسان وكرامته وحريته القيمة الأولى وأن يرتقي بالسلوك والوجدان البشريين ويسهم في استئصال بقايا الوحشية والعنف والقسوة في سلوك البشر وفكرهم ومعتقداتهم.. لا فرق في ذلك بين آداب الشعوب القديمة وآداب الشعوب المعاصرة أو بين آداب القبائل البدائية وآداب الأمم المتحضرة! وإذا كان مألوفا أن لا يعبأ رجل السياسة أو رجل الحرب بهذه القيم والمعاني، أو يضحي بها، بدافع من شهوات السلطة وحب السيطرة والتملك أو استجابة لتربيته الخاصة وتكوينه الفكري والنفسي، فقد كان الشاعر أو الأديب، منذ أقدم العصور، يقف في الجانب المغاير، منحازا لهذه المعاني، يدافع عنها ويدعو إلى انتشارها وتكريسها في الحياة، وإلى نبذ نوازع العنف والتحرر من هيمنة الغرائز والارتقاء بالمشاعر الإنسانية وتطهيرها من نزعة القسوة والكراهية، حتى لو عرّضه هذا الانحياز إلى أقسى أنواع العقاب والتنكيل.
ولسنا نبالغ، إذا قلنا: إن أولى وأسمى القيم الإنسانية والأخلاقية والجمالية وأكثرها رأفة واقترابا من معاناة البشر وملامسةً لأوجاعهم، قد وصلت إلينا على ألسنة الشعراء والأدباء، سواء في بلاد مابين النهرين أو سورية وبلاد كنعان أو في مصر القديمة أو في بلاد الإغريق أو في بلاد الهند أو الصين… وغيرهم من شعراء وأدباء الشعوب والأمم القديمة، وإن الشعراء والأدباء على امتداد العصور، قد استمروا في حمل هذا الإرث الإنساني والحفاظ عليه ونشره ومقاومة ارتداد الإنسان إلى الاحتكام لشريعة الغاب والأخذ بقانون الغرائز البدائية ومنطق القوة والإرغام والإذلال. إن هذا التلازم بين الأدب وبين القيم الإنسانية على امتداد العصور، يجعلنا نتردد كثيراً في إطلاق تسمية الأدب، على أي نوع من أنواع الأدب أو الفن، إذا ما تنكر لهذه القيم وارتضى أن يكون خازناً للعنف أو رافداً له، أو تبنى قيماً مغايرة تبرر العدوان وتدعو إلى الكراهية وتسوّغ قهر الآخر وإذلاله وانتزاع موقعه أو تغذي لديه شهوة التسلط والإرغام ونزعة العنصرية والتعالي..
وإن هذا التلازم بين الأدب والفن وبين القيم الإنسانية، هو ما يجعلنا نتردد أيضاً في إطلاق تسمية الأدب بالمعنى الدقيق، على الأدب الصهيوني الذي اختار أن يفك هذا التلازم أو الترابط، ليحمل نزعة العدوان والعنف والعنصرية ويحضَّ على كراهية الآخر وإلغائه، بل قتله واغتصاب أرضه وممتلكاته والعيش مكانه وفوق أنقاضه، مضحياً في سبيل ذلك ليس بدور الأدب الإنساني بل بمقوماته الفنية والإبداعية والجمالية والانحراف به بعيداً عن هذا الدور وجعله أقرب إلى منشور دعائي موظف في خدمة الأغراض السياسية والعنصرية وانتهاك الحقوق والقيم الإنسانية!! بل يمكننا القول: إن هذا الأدب الصهيوني الذي ينتمي زمنياً إلى القرن العشرين يكاد يكون الأدب الوحيد بين آداب الشعوب الذي يجاهر بعنصريته ويفاخر بخيانة دوره الإنساني، والتخلي عن بعده الأخلاقي وإغماض العينين عن معايير الحق والعدل، ويرتضي أن يكون سوطاً للإرهاب والتسلط وداعية للكراهية والعنف ونشيداً لحملة البنادق ووسيلة في يد القتلة والمغامرين والمرضى؛ تمجّد قسوتهم وتبرر جرائمهم وتبارك جرأتهم على معاداة الحقائق وطمسها وتغييبها..
كتب الكترونية PDF مميزة اخترناها لكم :
بيانات كتاب العنف في الأدب الصهيوني علي سليمان PDF
عنوان الكتاب | كتاب العنف في الأدب الصهيوني علي سليمان PDF |
---|---|
المؤلف | علي سليمان PDF |
عدد الصفحات | 234 |
رقم الطبعة | 1 |
حجم الكتاب MB | 2 |
تحميل كتب PDF لـ علي سليمان PDF
مقتطفات من الكتاب :
تحميل كتاب العنف في الأدب الصهيوني علي سليمان PDF
القراءة تمد العقل فقط بلوازم المعرفة ، أما التفكير فيجعلنا نملك ما نقرأ – جون لوك
موقع المكتبة.نت لـ تحميل وتنزيل كتب PDF مجانية :
- تم جلب الكتاب كباقي الكتب الأخرى من الأنترنت ، والكثير منها ليس له حقوق ملكية .
- في حالة وجود حقوق ملكية لكتاب معين المرجو التواصل معنا .
- اذا لم يعمل معك رابط التحميل المرجوا إخبارنا في التعليق أسفله .
- نحن غير معنيين بالأفكار الواردة في الكتب .
نرحب بكل استفساراتكم وارائكم عبر وسائل التواصل أسفله :
-
- صفحة : حقوق الملكية
- صفحة : عن المكتب
- عبر الإيميل : [email protected]
- عبر : الفيسبوك
- عبر الإنستاغرام : إنستاغرام