لم أكن أتوقع أن يطلب إلي إعداد طبعة جديدة لنداء المجلس العام للأممية حول ((الحرب الأهلية في فرنسا))؛ و أن أقدم له.
وكل ما في وسعي هنا هو أن أتناول بإيجاز أكثر النقاط أهمية.

إنني أصدر النداء الأطول المشار إليه آنفا بالنداءين الأقصر منه اللذين أصدرهما المجلس العام حول الحرب الفرئسية
– البروسية.

وذلك أولاء لأن النداء الثاني من هذين الندائين قد أستشهد به في ((الحرب الأهلية)) و لأنه بحد نفسه دون النداء الأول
لا يمكن فهمه بصورة تامة؛ و كذلك لأن هنين الندائين اللذين سطرهما ماركس أيضاً؛ هما مثلان بارزان ليسا بأقل دلالة من
((الحرب الأهلية)) على الموهبة الفذة التي يتمتع بها المؤلف في فهم طبيعة الأحداث التاريخية العظمى و فحواها ونتائجها
الضرورية فهماً صحيحا في الوقت الذي تكون فيه هذه الأحداث ما تزال تجري أمام ناظريناء أو غب وقوعها مباشرة؛ وهي
الموهبة التي تجلت أول ما تجلت في ((الثامن عشر من برومير لويس بونابرت)). و أخيراً؛ لأننا ما نزال نعاني حتى الآن؛
نحن في ألمانياء من العواقب التي نشأت عن هذه الأحداث و التي تنبأ بها ماركس-

ألم تتحقق نبوءة النداء الأول القائلة أن حرب ألمائيا الدفاعية ضد لويس بونابرت؛ إذا انتكست إلى حرب فتح وقهر ضد
الشعب الفرنسيء تأتي على ألمانيا أن تتحمل من جديد و بشكل أدهى و أمرّ جميع المصائب التي حلت بها بعد ما يدعى
((بحرب التحرير)) *؟ ألم نبل عشرين سنة كاملة أخرى من حكم بسمارك؛ حل بها القانون الاستثائي و اضطهاد
الاشتراكيين(١)‏ محل ملاحقات الديماغوجيين. بنفس ما كانت تنطوي عليه من إجراءات بوليسية تعسفية و تفسيرات للقانون
تثير أشد الاشمئزاز؟