يعاني بعض الأطفال في مقتبل عمرهم مجموعة من اضطرابات النمو العقلي
والتي تشمل جانب التواصل اللغوي الاجتماعي مع حدوث أعراض أخرى تؤثر على
سلوك الطفل بشكل واضح. تتفاوت شدة الأعراض وتآخر اللغة والإدراك العقلي
والتفاعل الاجتماعي فيما بينهاء وتسمى تلك الاضطرابات باضطراب طيف التوحد؛
ومنها اضطراب التوحد التقليدي. ومتلازمة أسبرجر والاضطراب النمائي المنتشر
غير المحدد. ومجموعة أخرى من الاضطرابات. وقد تستمر رحلة البحث أياماً
وشهوراً لتشخيص حالة طفل حائر. زائغ النظرات. يعيش في عالم وحيد. عاجزاً
عن التعبيرء أعيت الحيلة والديه عن تفسير ما ألم بهذا الصغير!؟ وفي رحلة البحث
الطويل بين الأطباء ينزل خبر إصابة الطفل بالتوحد كالصاعقة التي تفقد الأهمل
توازنهم ويتملكهم إحساس الإحباط والتخبطا! فماذا يعني هذا التشخيص, وكيف
ولماذاء وأي الطرق عليهم أن يسلكوا ؟ومن ثم تبدآ رحلة معاناة أخرى يغلفها الأمل
والرجاء في البحث عن علاج لهذا الصغير

لم يتوصّل العلم لعلاج شافر للتوحد؛ ولكن هناك مجموعة من البرامج
العلاجية والتأهيلية. هدفها تخفيف الأعراض وتحسين الأداء وجعل الشخص
المصاب بالتوحد يحيا حياة شبه طبيعية معتمداً على نفسه وتجعل له دوراً فاعلاً في
الحياة. ولعل الشيء الواعد الباعث للأمل الذي أظهرته البحوث والدراسات هو أن
معظم الأشخاص المصابين بالتوحد يستجيبون بشكل جيد لبرامج التدخل المبكر
والتعليم المكثف ويخضعون للعلاج السلوكي والتربوي وبرامج علاج مشكلات اللغة
والتواصل. وتلك البرامج تلعب دوراً فاعلاً في التغلب على المشكلات التي يعاني
منها الطفل مع أقرانه

نمل أن يحقق هذا الكتاب الفائدة المرجوة منه وأن يضيف المزيد من الثقافة
الصحية لقرّاء سلسلة الثقافة الصحية.