تعتبر الصحة أثمن شيء في حياة الإنسان على الإطلاق. ومع ذلك يتذكر
الإنسان صحته فقط عندما يمرض, وبعد أن يعالج مرضه ينسى إجراءات الوقاية
التي تحميه من تكرار الحالة المرضية؛ وفي مقدمة ذلك الابتعاد عن التدخين وجو
الدخنين. ومع الأسف لازالت سيجارة المدخن أثمن شيء في حياته تقريباً؛ فبرغم
اعترافه الضمني بخطورتهاء فهو يدخنها بشغف ولذة وبتلقائية لا تعرف الحدود؛ بل
وكآنه يستنشق من سموم دخانها أكسير الحياة. معرضاً حياته وحياة من حوله
إلى مصير مجهول لا يحسد عليه مله الأمراض والآفات القاتلة. والأغرب من هذا
كله أن الحيوانات كثيراً ما تتفر من دخان حرق حقول التبغ لإحساسها الغريزي
بآثاره الضارة والخانقة بل والمميتة! ولإن دلت هذه المقارنة على شيء فإنما تدل على
قسوة الإنسان المعاصر والمقامر على حياته وحياة أسرته. ولاشك بأن إنسان اليوم
وإن كان مكابراً على صحته هو في الواقع الأكثر قدرة على مساعدة جسمه
والحفاظ على نشاطه وحيويته ونقاء فكره وعقله من أي طبيب كان لأن الوقاية كانت
وما زالت خير من العلاج. ١‏

والكتاب الذي بين أيدينا محاولة جادة للتعريف بالتدخين كآفة تضر بصحتنا
ومستقبل أولادنا وهو مكتوب بأسلوب مبسط ليستوعبه الجميع.

ونرجو أن يكون بمثابة ناقوس يوقظ المدخنين من سباتهم ويساعدهم على الإقلاع
عن تلك العادة المدمرة.

وكلي قناعة وأمل بأن يجد قارئ هذا الكتاب (المدخن وغير المدخن) جانباً كبيراً
من المعرفة التي تعود عليه بالفائدة العظمى للمحافظة على صحته وصحة عائلته
ونظافة بيئته ومجتمعه.