أصبح من شبه المستحيل في وقتنا الحالي العيش بمعزل عن التكنولوجيا الحديثة. إذ
باتت تلك التكنولوجيا جزءاً مهماً من الحياة اليومية سواء في البيوت أو المدارس أو مقرات
العملء وأصبحت تقتحم حياتنا الاجتماعية والأسرية بشكل يثير الانتباه والجدل. ومن اللافت
للنظر أننا نجد الأبناء الآن وخصوصاً الأطفال والمراهقين منهم يقضون ساعات طويلة أمام
الأجهزة والشاشات الإلكترونية الذكية بشكل يؤثر على حياتهم اليوميّة ولا يتحدثون إلى
الآخرين إلا عند الضرورة القصوى, ذلك لأنهم يجدون الحرية في تصفّح ومشاهدة كل ما
يريدون في ظل عالم افتراضي بعيد عن أنظار ومراقبة الوالدين أو أولياء الأمور

ويُعدَ الإدمان الإلكتروني نوعاً جديداً من أنواع الإدمان زاد انتشاره بشكل كبير على
الصعيد العالمي مع التقدم التكتولوجي السريع في الآونة الأخيرة. وفيه تظهر على المدمن
أعراض نفسية وعصبية خطيرة. مثل: القلق. والتوتر. والعزلة. والاكتئاب» ونوبات الغضب
الشديد؛ والهوس بالعالم الافتراضي. وقد أفادت بعض الدراسات أن الإدمان الإلكتروني
يسبب تغيرات كيميائية في الخلايا الدماغية العصبية شبيهة بالتي تحدث عند إدمان المخدرات
والقمار والكحول. وتمنح المدمن شعوراً بالسعادة والنشوة

ولخطورة تلك المشكلة وأهمية هذا الموضوع جاء اختيار المركز لموضوع الكتاب الذي
بين أيدينا «الإدمان الإلكتروني» ليسلط الضوء على آثاره السلبية وذلك من خلال ما
تضمنته فصوله من معلومات. إذا اشتمل الكتاب على أربعة فصول. يشرح في فصله الأول
ماهية الإدمان الإلكتروني. ويستعرض في فصله الثاني أعراض الإدمان الإلكتروني وأشكاله»
ويتناول في فصله الثالث تآثير الإدمان الإلكتروني على الأفراد. ويُحْتَتَمِ الكتاب بفصله الرابع
مبيناً دور الأسرة والمدرسة والمجتمع في الوقاية والعلاج. نمل أن يستفيد قرّاء سلسلة الثقافة
الصحية من هذا الكتابء وأن يكون إضافة تُضْم إلى المكتبة العربية