كتاب البقاء للأشد مرضا نظرة طبية فريدة تفسر سر حاجتنا للأمراض والصلة المدهشة بين المرض والبقاء شارون مولم جوناثان بيرس PDF

آمل أن تخرج من هذا الكتاب بتقدير لثلاثة أشياء. أولاً، الحياة في حالة خلق مستمرة. التطور لم ينته بعد، كل شيء من حولك، يتغير مع تقدمنا. ثانياً، لا يوجد شيء في عالمنا معزول. نحن – نعني البشر والحيوانات والنباتات والميكروبات وكل شيء آخر – نتطور معاً. وثالثاً، أن علاقتنا بالمرض غالباً ما تكون أكثر تعقيداً مما قد أدركناه سابقاً.
الحياة في النهاية هبة معقدة؛ تجميع شبه مستحيل للبيولوجيا، والكيمياء، والكهرباء، والهندسة التي تضيف ما يصل إلى معجزة أكبر بكثير من مجموع أجزائه. الكون كله موجه نحو الفوضى. بالنظر إلى كل القوى التي تجذب الفوضى، فمن المدهش أننا نعيش على الإطلاق، وما دمنا نعيش، فبدلاً من اعتبار صحتنا أمراً مفروغاً منه، يجب أن نقدرها بالاحترام الذي تستحقه.
عندما تقوم بهذه القفزة الذهنية – عندما تفكر في الهدية المذهلة لصحتك وحياتك في سياق كل قوى الكون غير المفهومة تقريباً التي تقود نحو الفوضى – فإنها تعيد توجيهك، وتشبعك باحترام عميق للجمال الهائل والتصميم المعقد للحياة على الأرض. الحياة التي تم إنشاؤها وإعادة إنشائها مراراً وتكراراً من خلال مليارات السنين من التجارب والكدح. شيء معقد للغاية ويستغرق وقتاً طويلاً لدرجة أنه يجب أن يكون عملاً ناتجاً من الحب.
كلما عرفنا المزيد عن الأصل المعقد بشكل لا يصدق، والمتنوع بشكل كبير، والبسيط في نفس الوقت، لتطور الحياة على الأرض، كلما بدا الأمر وكأنه معجزة، وما زالت تتكشف لنا.
معجزة التطور.

البقاء للأقوى أو البقاء للأصلح؛ جلة تلاحقنا في كل مكان كعقيدة .
ثابتة للتطور! الحياة بكل الكائنات المنضوية تحت رايتهاء تتطور لتصنع
جنوداًمحاربين أكشر قدرة» وأكثر كفاءة على الوقوف بوجه جيش الموت
الذي يزحف نحوهم في كل ثانية» فلماذا يتطور المرض؟ سؤال يطرحه
كل مريض» متسائلاً عن السبب في استثنائك من قانون التطور هذا؟! أييا
شخص يصاب بالمرض سيتساءل الم أنا بالذات؟» وإذا ما ورثت مرضاًلم
تسببه لنفسك حتى» مرض وجدته محمولاً بين جيناتك رغاً عنك لتحمله
عبشا مدى الحياة» وقد يؤثر على جودة الحياة التي تعيشهاء» ورب لن تجد
وسيلة- الآن عل الأقل- لإعفاء نسلك من عيش ذات الحياة المقوصة
التي عشتهاء بين سلسلة ممنوعات ومحاذير» فسيكون من حقك أن تسأل
الماذا أنا؟» أو الم يحصل هذا معي؟» بل قد تتعقد الأمور فيقودك الظن إلى
الشك بكونك ملعوناً!

نعم» لا تستغرب الوصف! لطالما نظرت الشعوب البدائية إلى المرض
كلعنة أو غضب» لذا يتم اعتزال المرضى» بل وحتى نبذهم خارج القبائل»
لأن ما نعرفه اليوم بوصفه عدوى ميكروبية أو ما شابه»؛ كان ينظر إليه
باعتباره سخطاً إلهياً يجل بفرد ويتجاوزه إلى من حوله؛ لسكوتهم عن
المسخوط! وهذا الظن ليس بشرياً فحسب كما سترىء فكائنات كثيرة
تتجنب أفرادها ما إن يصابوا بالمرض» وقد يعزل الحيوان الاجتماعي
نفسه ويبتعد عن وكره ليجنب رفاقه الملرض» وفي بلدان كثيرة كان من

المعتاد عزل المرأة في فترة الطمث؛ حتى تبراً؛ مثل الأكواخ الهندية سيئة
الصيت!