رواية العالم الجديد عرش أطلانتس الجزء الثاني عمار المصري PDF

خرج نور من برجٍ أبيضٍ كبير وهو فاقد الذاكرة ليجد عالمه وقد تدمر وتلاشي كل أثر للعالم القديم الذي كان يألفه، وإذ به يتفاجئ باحتلال الروبوتات والآلات للكوكب واختفاء البشر وانحصارهم في مدينة أطلانتس الجديدة التي أصبحت الملاذ الأخير للبشرية ولكنها لم تسلم أيضاً من الدمار، فاصبح يهيم في العالم كالضائع لعله يكتشف الحقيقة ويسبر اغوار كل ما خفي أثناء سباته العميق داخل هذا البرج الأبيض العجيب، ولكنه لم يكن وحده من يبحث عن الحقيقة.

وقف أمام الغابة شخصٌ يرتدي قلنسوة سوداء ويغطي رأسه.
سحب الغريب نَفسَا عميقًا ثم ضغط على ساعة يده ليتصل بأحد
رفاقه قائلاً بلهجة ذات دلالة:
– سوف أدلف الآن إلى الغابة؛ ستُنفذ الخطة كما اتفقنا.
قال الشخص الآخر بنبرة عميقة هادثئة:
– حسناء فلتتوخى الحذر. قد يكون أحد الروبوتات في الغابةٍ أيضًا.
رد الآخر وقد هم في إغلاق المكالمة:
– لا تخفء سأقضى عليه إن تطلب الأمر. سأدخل الآن وسأغلق
الخط كيلا يتتبّحوا الإشارة.

خرج نور من البرج الأبيض الذي يناطح السحاب وهو يتشاءب
فانطلقت دفعة باردة من الحواء

– الحرية أخيرًا…لقد حان وقت الحقيقة.

لاحظ نور أنه قد نمت له لحية ناعمة وطويلة بعض الثى»
وشارب كثيف متصل بهاء وخالجه شعور أن جسده يبدوا مُتلفاً
قليلاًع) قبل. فقال وهو يتفقد جسده:

– كم مر من الوقت علي وأنا نائم؟

لاحظ أن طوله قد أزداد وأصبح صوتةٌ أكثر خشونة؛ وشعره أكثر
طولاً وقد أنسدل عل كتفيه» وأحس أنه قد تغير كثيرًا وتمنى لو
أنه يمتلك مرآة في مكانٍ ما لينظر بها إلى نفسه.

وجد نور نفسه في غابةٍ كبيرةٍ وكان قرص الشمس الأحمر يلقي
بأشعته عل الطريق ليمتزج لونه الأحمر بالأعشاب الخضراء فيُضفي
شعورًا بالراحة والسلام» ويُنذر باقتراب الغروب.