كتاب فن الحوار في المقابلة الطبية عبد السلام صالح سلطان PDF

تتميز الطبعة الرابعة بمنهجٍ شمولي لتعلم وتعليم المقابلة الطبية في جميع مراحل الدراسات الأولية والعليا والتعليم الطبي المستمر لجميع الملاكات الطبية التي لها علاقة مباشرة بالمريض: الأطباء والممرضات وأطباء الأسنان والصيادلة والاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين وغيرهم من الملاكات الساندة الأخرى.

لقد توسعت الطبعة الرابعة في مناقشة جميع مهام المقابلة الطبية الأساسية بعمق ووضعت هيكلًا للمقابلة العربية يتميز عن الأدلة الغربية الشائعة لتلائم الممارسة الطبية العراقية؛ وشملت احترام المريض في صميم المقابلة الطبية ثم تبدأ المهام بالتوالي: التعارف وإعداد قائمة المشكلات بالتوافق مع المريض، والبدء بمحورية المريض وإفساح المجال له للتكلم عما يجول بخاطره من مشكلات وهواجس، وافردت فصولاً عن التباين الثقافي والحرج اللغوي ليتمكن الطبيب من فهم معاناة المريض باللغة الدارجة ومن ثقافته الشعبية، ونحتاج عندها إلى الإنصات اليقظ والانتظار والتشجيع حتى يكمل المريض روايته من دون مقاطعة، وأخيرًا تلخيص ما قاله المريض من دون تدخل الطبيب فيه، وبهذا يسمح لنا فهم مشكلات المريض من وجهة نظره قبل أن ندعوه لدخول عالم الطب.

والانتهاء بمحورية الطبيب، وتكييف الرواية المرضية وتحويلها إلى بيانات طبية، ونبدأ بطلب إملاء الفراغات التي اعترت حديث المريض عن مشكلاته الصحية والنفسية والاجتماعية، ونكمل قصة المريض من وجهة نظرنا وباستعمال مهارات أخرى والتي تُهيّئ إلى مرحلة الاستنتاج السريري لمشكلات المريض، ومن ثَمّ صياغة خطة مستقبلية لتدبير المشكلات بالتعاون مع المريض، نحن اليوم في مرحلة العلاج بالحوار، أثبتت الدراسات أن للحوار الطبي قوة شفائية تقلل من الأعراض النفسية، وتقلل من حدة الأعراض البدنية ولها قوة شفائية للأمراض البدنية.

ويجب أن تحظى الخطة بموافقته وتأخذ بالاعتبار ظروفه الفردية، ويعزز هذا الأسلوب الإطار الإنساني للمتحاورين، ويحترم استقلاليتهما معاً. وتناولت تدبير العواطف بفصول خاصة؛ مهارات التواصل اللفظية ومهارات التواصل غير اللفظي والتعاطف والمواساة في الطب، والتي تستعمل في جميع مراحل المقابلة الطبية، وافردت فصولاً مميزة لتدبير مواجهة المريض الغاضب والبوح بالخبر السيّئ التي تكتسب أهمية قصوى ولاسيما في المواقف الحرجة في المقابلة الطبية. وختامًا، خصصت فصلاً للرعاية الصحية التي تعتمد على تظافر جهود الملاكات المتآزرة جميعًا “الرعاية الصحية التي محورها العلاقات” والتي تؤدي إلى إظهار المهنة الطبية بألقها المميز.

وفصولًا أخيرة عن الرعاية الصحية في زمن كورونا والتي تتميز بضعف التواصل بين الطبيب المريض عند المقابلة الطبية وكيف يمكن أن نقلل من تأثير الحواجز بيننا، وفصلًا عن الرعاية الصحية عن بعد والتي تتضمن المقابلة الهاتفية والمقابلة الافتراضية التي تستعمل البرامج الذكية مثل الواتس آب والزووم. وتكمن أهمية هذا الكتاب أنه مكتوب بنكهة عراقية وموضوعات من صميم الممارسة الطبية العراقية لتقليل الهوة بين المهنة الطبية والمجتمع العراقي، مثل؛ التباين الثقافي بين الطبيب والمريض والحرج اللغوي الذي يعتري الحوار بينهما، وضعف التمكن من اللغة العربية واللغة الإنكليزية لدى الملاكات الصحية كافة والتي تظهر لغة هجينة ومفردات غريبة يضعف فيها التواصل بين الملاكات فيما بينهم وبين المريض أيضًا، ويؤدي بالنتيجة إلى أخطاء طبية تضر بنتائج الرعاية الصحية.