كتاب موجز تاريخ اليمن السياسي والثقافي حسين بن عبد الله العمري PDF

تنهض المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بمسؤوليات سامية في البناء التربوي
والعلمي والثقافي للعالم الإسلامي, الذي يقوم على القواعد الثابتة للحضارة الإسلامية؛ ويصوع
الهوية المتميزة للإنسان والثقافة والتاريغ والتراث في البلدان الإسلامية قاطبة.
وتهدف المنظمة الإسلامية في مقدمة ما تهدف إليه؛ إلى تحقيق قدر مشترك من التجانس على
المستويات الفكرية والثقافية والتاريخية بين جميع المجتمعات الإسلامية في إطار مفهوم الوحدة
الثقافية للعالم الإسلامي. وذلك من خلال العمل الذي تقوم به في مجالات تخصصاتهاء والذي برمي
إلى تطوير التنمية الإنسائية الشاملة في البلاد الإسلامية. وإلى تعميق أواصر الإخاء بين أبناء الأمة
الإسلامية جمعاء, وإلى تقوية التعاون بين دول العالم الإسلامي, وتوطيد أسباب اللقاء على الأصعدة
كافة, وفي مقدمتها الصعيد التربوي والعلمي والثقافي لبناء الإنسان المسلم القادر على الإسهام
في تطور بلاده وتقدمها.
ولما كانت الوحدة الثقافية والحضارية للمسلمين هدقا رئيسا من الأهداف التي تعمل
المنظمة الإسلامية من أجل تحقيقهاء فإن هذه الوحدة التي تستند إلى العقيدة الواحدة والقيم والمثل
والمبادئ المشتركة, لا تقوم على الوجه الذي يقصد إليه؛ ويعمل في سبيله, إلا على قاعدة التعارف
بالمدلول القرآني يا أيه اناس نا حَقْناكُمْ من ذكر وأنثى وَجَعلَنَاكُمْ شعوباً وقبائل لتعارقوا ‏
الذي هو حجر الزاوية في التعاون الذي دعا إليه القرآن الكريم ف وتعاونوا على الب والتقوى ‏
بالمدلولات الشاملة والمطلقة للبر والتقوى التي تسود حياة المسلمين. والتي يجب أن تسود حياة
المسلمين في كل وقت وحين.
وإذا كان التعارف بين الشعوب الإسلامية واجباء فإنه في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها
العالم الإسلامي؛ وبعيشها المجتمع الدولي بأسره. يرقى إلى درجة الفريضة الجماعية التي تفضي
بها ضرورات الواقع:وتحديات المستقبل.
إن شعوب العالم الإسلامي يكاد يجهل بعضها بعضاء سواء على مستوى الحاضر أو على
مستوى الماضي؛ ويؤدي هذا الجهل الشائع إلى ضروب من التخلف الذي ينشأ عنه ضعف عام في
الكيان الإسلامي الكبير, مما يجعل الأمة الإسلامية تفتقد الأسباب القوية للترابط والتسائدء
وتعوزها العناصر الفعالة للتعاون والتعاضد.