التلمود عمل ضخم وموسوعي يضم نتاج معارف وتقاليد وتجربة
إسرائيل المعاشة؛ تم تدوينه في نهاية القن الخامس عبر تطور تاريخي-
أدبي إذ قام الحاخام أدين شتاينسالتن في كتابه
بتحليله على الوجه الأكمل. ومنذ خمسة عشر قرنا كان التلمود فملا
الكتاب المقدس الحقيقي للشعب اليهودي؛ والمعبر الإجباري لكل تفسير .
للكتب المقدسة يو السلطة الحاسمة فيما يخص قوانين الحياة والمرجع الحتمي
للولوج إلى روح الوحي.

تقوم اليهودية على تضافر قانونين : التوراة المكتوبة. أسفارها الخمسة
الأولى بشكل أساسي ؛ أي أسفار موسى الخمسة أو كتاب موسى المقدس»
والقانون الشفهي ؛  حرفيا” توراة الفم. كان
القانون الشفهي ينتقل مبدثيا من الفم إلى الإذن حصراء إلا أنه بالمفارقة
دون في هيئة التلمود , وقد أصبح هذا القانون “الشفهي- المدون” كتاب
اليهودية بامتياز. ولا نبالغ عندما تؤكد أن عشرات ملايين اليهود الذين
درسوا التلمود على مدى التاريخ لم يكونوا يعرفون نصوص الكتاب
المقدس ولا سميا الأنبياء وسير القديسين إلا من خلال الاستشهادات
والتأويلات الواردة في التلمود . وحتى اليوم.عندما يتكلم الحاخامات عن

دراسة التوراة التي هي »دون شك. أهم وصية من وصايا القانون الستماثة
والثلاث عشرة وأكثرها خصوصية في الإيمان اليهودي فإنهم يقصدون
التلمود أكثر من التوراة المدونة…

ونستطيع أن فيز في تاريخ التلمود أربع ثورات اختلطت تقريبا بتلك
التي هزت تاريخ اليهود . لقد وقعت الشورة الأولى في القرن الثاني ؛ عندما
قرر حاخامات فلسطين خشية إبادة جماعية ثقافية- (و قد قتل أثناء
حرب اليهود الثانية ضد روما صفوة مفكريهم) أن يدونوا القانون
الشفهي لكي يتجنبوا اضمحلاله بعد مماتهم . وهكذا رأى كتاب القانون
اليهودي. الميشناه   النور وقد كان مليئا بالشروح التي
كانت تدرّس وتناقش فى أكاديميات فلسطين وبابل- الغيماراه ( 18
)؛ ومنهما (المشناه والغيمارة) تكون فيما بعد التلمود .