كتاب عشر حقائق مشوِّقة سر زُرقة السماء وإجابات عميقة أخرى عن أسئلة بسيطة جون جريبين PDF

حين ألَّفتُ كتابي «ستة أشياء مستحيلة»، لم أكن أتوقع أنه سيصبح باكورة سلسلةٍ من الكتب. ولكن لامسَ على ما يبدو وترًا حساسًا لدى مَن كانوا يريدون إجاباتٍ بسيطةً عن أسئلة علمية مُعقَّدة تتعلق مثلًا بطبيعة الواقع الكَمي، ونشأة الحياة على كوكب الأرض، وأصل الكون. وبعدما بذلتُ كلَّ ما بوسعي لتناول هذه المسائل في كتاب «سبعة أعمدة للعلم» وكتاب «ثمانية احتمالات مستبعدة»، شعرت بأن الشيء إذا زاد عن حده فسينقلب إلى ضده، فقررتُ اختتام سلسلة الكتب القصيرة بالانغماس في موضوع مختلف تمامًا؛ ألا وهو افتتاني بالزمن، والسفر عبر الزمن، والخيال العلمي، مُجسدًا إياه في كتاب «تسعة تصورات عن الزمن»، ومعتقدًا أن هذه ستكون نهاية السلسلة. لكني وجدت أناسًا آخرين لديهم أسئلة مختلفة. وأخصُّ بالذكر أحفادنا الذين بدأوا يطرحون أسئلة تبدو بسيطة ظاهريًّا، لكنها تتطلب تفكيرًا مليًّا للإجابة عنها بدقة. أدركت أن هذا كان مناقضًا تمامًا للنهج الذي اتبعته في التعامل مع سلسلتي المؤلَّفة من ثلاثة كتب؛ فبدلًا من أن أقدِّم إجابات بسيطة عن أسئلة مُعقَّدة، كنت أمنحهم إجابات مُعقَّدة عن أسئلة بسيطة. وإذا كانوا يطرحون هذه الأسئلة، فربما يكون أناسٌ آخرون لديهم اهتمامٌ بالإجابات. لذا بدأت أجمع ١٠ من أسئلتهم وإجاباتي دون التركيز على فكرة رئيسية مُعيَّنة باستثناء أنها كلها أسئلة واقعية تلقيتُها من أفراد الأسرة الأصغر سنًّا على مر العامَين الماضيَين. ولكن بينما كنت أخطط لترتيب موضوعات الكتاب، أدركت أن الأسئلة تُشكل تدرُّجًا طبيعيًّا من حيث ارتباطها بمكان كوكب الأرض في الكون ومكان الناس على كوكبنا؛ لذا فهذا هو الترتيب التقريبي الذي تُعرض به الإجابات هنا. تجدر الإشارة إلى أن الأسئلة بالطبع أقدم بكثير من عُمر الأشخاص الذين طرحوها عليَّ، وبعض الإجابات تكاد تضاهيها قِدَمًا. لكن إذا كنت تظن أنك تعرف الإجابات، فربما تتعرض لبضع مفاجآت. وهذه من وجهة نظري إحدى سمات ما أسماه ريتشارد فاينمان «متعة اكتشاف الأشياء». فالأسئلة الواضحة أحيانًا ما يكون لها إجابات غير واضحة، وهذا جزء من متعة العلم. أرجو أن تستمتع بهذه الأمثلة. وإذا استمتعت، فاستفد منها أقصى استفادة؛ لأنني لا أنتوي حاليًّا تأليف كتاب بعنوان «١١ ظاهرة ممكنة شائقة للغاية»، لا سيما وأنني لا أستطيع تصوُّر ١١ موضوعًا من المناسب طرحه للنقاش. لكن إذا خطر ببالك أي موضوع كهذا، فلا تتردد في مراسلتي عبر بريدي الإلكتروني [email protected]؛ ينبغي للمرء ألَّا يجزم أبدًا بأنه لن يفعل شيئًا ما مرة أخرى.