كتاب حقيقة ليبيا سامي حكيم PDF

مرت ليبيا بمراحل عديدة حتى توجهت هامتها بالإستقلال وقامت فى البلاد عام 1951 أول حكومة اتحادية في ظل النظام الإتحادى الذي رامت السير فيه واتخذته بديلا عن نظام الوحدة الذى دعت إليه الدول العربية وقررته الأمم المتحدة، ثم أظهرت الأيام مدى النقص فى النظام الإتحادي مما دعا أول حكومة فى ليبيا إلى تقديم شكوى قانونية للمحكمة العليا للبحث في علاقة الحكومة الإتحادية بالولايات الليبية “طرابلس وبرقة وفزان” ومدى السلطات التي يتمتع بها ولاتها. وشغلت ليبيا بهذه الحوادث المتلاحقة المتتابعة التي مازالت آثارها واضحة المعالم حتى اليوم، وستبقى جزعا لا يتجزأ من تاريخ ليبيا الحديث، كما شغلت من قبل بأسمي قضيتين قدمت لهما أعظم الجهود وأغلى التضحيات هما قضية الإستقلال الكامل الناجز الذى شوهته المعاهدات الاستعمارية الجائرة، وقضية الوحدة بين أجزاع البلاد الموحدة. ومن خلال سرد هذه هذه القضايا تفرعت بعض الأمور التي وجدت سبيلها إلى هذا الكتاب حتى تكون الصورة مكتملة الرؤية، وتسجيل الحقائق مهمة شاقة وكل محاولة للإبتعاد عنها من شأنها قصم الظهر وسحق الضلوع، بينما يؤدى الإسهام في إبراز هذه الحقائق إلى تجنب الوقوع في تجارب قاسية.