إبحث عن كتاب أو مُؤلف :

المقالات

مراجعة كتاب المؤمن الصادق: أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية إيريك هوفر

توصل بجديد الكتب على بريدك الإلكتروني بالإشتراك معنا

اضف إيميلك وتوصل بكل كتاب ننشره

إنضموا إلينا عبر  Telegram :

rtgghdgfhdfgerr 1  

أو مجموعتنا على الفيسبوك :

rtgghdgfhdfgerr 2  

أو على اليوتيوب :

rtgghdgfhdfgerr 1

كتاب المؤمن الصادق أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية إيريك هوفر

dfd

المؤمن الصادق (بالإنجليزية: The True Believer)‏ كتاب ينتمي للعلم النفس الاجتماعي تصنيفًا، أما تاريخًا فهو ينتمي للعام 1951م، حيث نشر للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية.و الكتاب من تأليف اريك هوفر وقام بترجمة الكتاب غازي القصيبي

مقدمة كتاب المؤمن الصادق: أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية إيريك هوفر :

إن الحركات الجماهيرية بكافة أشكالها وأنواعها سواء كانت دينية أو اجتماعية أو قومية هي شيء يستحق الدراسة والتحليل، حيث تتمكن تلك الحركات من حشد العديد من البشر للانتماء لها، بل وتتمكن بطريقة أو بأخرى من الحصول على ولائهم المطلق وإيمانهم الأعمى بها، وتؤدي تلك الحركات في كثير من الأحيان إلى شحن المنتمين إليها بالعديد من المشاعر السلبية والمتطرفة التي تؤدي بدورها إلى موت العديد من البشر ضحية لتطرفها، وهو ما يجعلها ذات تأثير وخطورة كبيرين على المجتمع وأفراده.

صدر كتاب المؤمن الصادق: أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية إيريك هوفر في منتصف القرن الميلادي المنصرم، وبرغم أنه لم يحظ بقدر كبير من الانتشار، إلا إن فيه تكثيف للأضواء على العديد من النقاط التي تتعلق بمرتكزات الإرهاب، وبتعبير أوضح في هذا الكتاب إجابة عن سؤال مهم، وهو: لماذا يصبح الإرهابي إرهابياً؟ – كما يرى المترجم – الذي يقول: “رجعت الى عدد من المصادر، وبحثت الأمر مع عدد من الخبراء، واتضح لي أنه على الرغم من وجود كم هائل من المعلومات عن الإرهاب، تنظيماته وقادته وأساليبه وأدبياته وتمويله، إلا أنه لا توجد كتابات تضيء عقل الإرهابي من الداخل، وتتيح لنا فرصة التعرف على هذا العالم العجيب المخيف”. ويضيف: “ثم شاءت المصادفة أن أتعرف على هذا الكتاب، فوجئت بأنني عثرت، أخيراً، على ضالتي، وحيث لم أتوقع: في كتاب لم ترد فيه كلمة الإرهاب، ونشر في زمن لم تكن فيه ظاهرة الإرهاب معروفة”.

يتناول كتاب المؤمن الصادق: أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية المرحلة النشطة الدعوية إلى الحركة الجماهيرية. وتتميز هذه المرحلة، أساساً، بسيطرة المؤمن الصادق، الرجل صاحب الإيمان المتطرف المستعد للتضحية بنفسه في سبيل القضية المقدسة، ويحاول الكتاب تحليل البذور والجذور التي تغذي طبيعة هذا الرجل، مستعيناً في تحليله بفرضية محددة، انطلاقاً من الحقيقة التي تقول: إن المحبطين يشكلون غالبية الأتباع الجدد في الحركات الجماهيرية، وإنهم ينضمون بإرادتهم الحرة. فيفترض هوفر بأن الإحباط في حد ذاته، ومن دون دعوة أو محاولة للاستقطاب من الخارج، يكفي لتوليد معظم خصائص المؤمن الصادق. والأسلوب الفاعل في استقطاب الأتباع للحركة يعتمد أساساً على تشجيع النزاعات والاتجاهات التي تملأ عقل المحبط.

غلاف كتاب المؤمن الصادق: أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية إيريك هوفر النسخة العربية

المؤمن الصادق أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية إيريك هوفر

يعتبر هوفر أن أول ما يجذب المنضمين الجدد إلى حركات ثورية صاعدة هو رغبتهم في التغيير المفاجئ لأوضاعهم المعيشية. أي أن الحركات الثورية بالنسبة إليهم هي أداة واضحة من أدوات التغيير، والحركات الدينية والقومية قد تكون هي الأخرى وسائل للتغيير. وكي يندفع الرجال في مغامرة تستهدف تغييراً شاملاً من توافر شروط عدة، فلا بد من أن يشعروا بالتذمّر من غير أن يكونوا فقراء فقراً مدقعاً مثلاً. ويجب أن يكون لديهم الشعور بأنهم عبر اعتناق العقيدة الصحيحة أو اتباع الزعيم الملهم، أو اعتناق أساليب جديدة في العمل الثوري، سيصبحون قوة لا تُقهر.

بالإضافة إلى ذلك كلّه، يجب أن تكون لديهم تطلعات جامحة إلى المنجزات التي ستجيء مع المستقبل. كذلك، يجب أن يكون هؤلاء جاهلين جهلاً تاماً بالعقبات التي ستعترض طريقهم، فالرجال الذين أشعلوا الثورة الفرنسية لم يكن لديهم أي قدر من الخبرة السياسية. والأمر نفسه يصدق على البلاشفة والنازيين والثوار في آسيا. أما الرجال المجربون ذوو الخبرة فيأتي دورهم في مرحلة لاحقة، إذ إن هؤلاء لا ينضمون إلى الحركة إلا بعد التحقّق من نجاحها، فخبرة المواطنين الإنكليز السياسية مثلاً، هي التي تجعلهم بمنأى عن الحركات الثورية.

تحميل كتاب المؤمن الصادق: أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية إيريك هوفر

الإنسان المحبط لأي سبب كان دائماً ما يتوق إلى الهروب من ذاته والتي ينظر إليها بنظرة انتقاص ويحتاج إلى عوامل تحفز هذا الإحباط فالشخص المحبط لا يغير شيء ولا يتوق إلى التغيير إن لم تتوفر له عوامل تحفزه إلى إظهار عدم الرضا والتذمر، يحتاج المحبط إلى الإحساس بالقوة (لأن الذين يخافون محيطهم لا يفكرون بالتغيير)، وإلى الأمل والإيمان المطلق بالمستقبل لأن الخوف من المستقبل (يدفعنا إلى التمسك بالحاضر، بينما يجعلنا الأمل في المستقبل متحمسين للتغيير)، ولا يكون هذا التغيير في ظل النظرة المنتقصة لذاته إلا بالانتماء الى جماعة لديها قضية مقدسة من وجهة نظره، لأن الحركة الجماهيرية (تقدم بديلاً للأمل الفردي الخائب).

الحركة الجماعية أو الجماهيرية لكي تلبي رغبة هذا المحبط الهارب من ذاته التواق للبطولة يجب أن توفر له عدة عوامل تشعره بالذات المنشودة في مخيلته فيجب عليه أن يكون مستعداً لعمل المستحيل بالتخلص من ذاته الفردية تماماً وتعلم الطاعة العمياء لأبجديات الجماعة، يجب أن تتولد في ذاته الكراهية لعدو واضح يكون بنظره الشيطان الأكبر، يجب على هذا الفرد أن يؤمن بامتلاكه الحقيقة المطلقة والتشكيك بغيره دوماً لأن (الانضباط قد يكون نتيجة الشكوك المتبادلة وقد يكون نتيجة الإيمان المتحمس)، السرعة في تصديق كل ما يقال له وعادة ما يكون الفرد المحبط كذلك لأنه تواق للتخلص من الذات يريد أن يقلد الرموز الأسطورية؛ والتقليد يحقق هدفين من أهداف الفرد المحبط تحقق له التخلص من ذاته المكروهة والحصول على هوية جديدة تساعده على عملية صهر ذاته وريادتها ضمن المجموعة، ومن العوامل المهمة لخلق فرد مؤمن بالقضية هو تعزيز احتقار الحاضر المعاش لديه ويتم ذلك بعدة طرق منها، إشاعة التقشف والخشونة والزهد بإظهار أن كل هذا الحاضر مجرد هباء، العمل على تمجيد الماضي والإيمان بالمعجزات المستقبلية وجعل الحاضر مجرد حلقة وصل بين ماضي مجيد ومستقبل واعد.

وهذه العوامل لا تتهيأ لأفراد الجماعة إلا إذا كانوا تحت قائد يمتلك القدرة الكاملة على تحليل النفس البشرية حتى يستطيع أن يعبر عن النقمة المخزونة في صدور المحبطين، قائد يمتلك تصديقاً كاملاً بالمبدأ الذي يدعو إليه، يتمتع بالثقة المطلقة بالذات والشجاعة الكاملة لمواجهة التحديات، مراوغ ماكر، يشعل رؤى المستقبل في عيون أتباعه كأنها حقيقة لا مناص منها، مولع بالرموز والأساطير الذين يغذي بهم عقول هؤلاء الأتباع، قائد يستطيع أن يكوّن ولاء مطلق في قلوب أتباعه وخاصة المقربين منه.

وبمجرد مرور هذا الفرد على هذه العوامل والارتقاء في الجماعة بتحقيقها، ويصبح في تماهي تام ضمن المجموعة يجعل ذلك منه متطرفاً وهذا هو المراد منه لأنه (ليس بالإمكان إبعاد المتطرف عن قضيته بالمنطق والنقاش) وخاصة بعد تكوين عقيدة لا يهم مدى صدقها أو فضيلتها ولكن المهم أن يراها هو كعقيدة معصومة من الخطأ، ومن الملاحظ أن هذه العقيدة عادة غير مفهومة أو معقدة، عقيدة يروها بقلوبهم لا بعقولهم كما يزعمون، (يقول رودولف هس وهو يطلب من الشباب النازي أن يرددوا قسم الولاء خلفه “لا تبحثوا عن إدولف هتلر بعقولكم: ستجدونه كلكم في قلوبكم) وهذا يتطلب تعزيز الخيال الجامح لأنه (يصبح الموت والقتل أسهل عندما يصبحان جزءاً من طقوس درامية في مسرحية) لأن (التضحية بالنفس عمل غير عقلاني ولا يجيء نتيجة بحث وتحليل).

ثم ينتقل إلى ما بعد تكوين هذه الجماعات، عوامل نجاحها واندثارها كيف تتهيأ لها البيئة المناسبة للعمل والتغيير ويعبر بذلك باختصار بإيضاح أن الحركة الجماهيرية يخطط لها رجال الكلمة (المثقفون الشعراء المؤرخون الفلاسفة) لأنهم هم من يستطيعون الحديث والتأثير وإظهار الأوضاع السائدة، (يستطيع رجال الكلمة عن طريق الانتقادات المستمرة والسخرية المطردة أن يهزوا العقائد والولاءات القائمة)، وبذلك تتهيأ التربة الخصبة للحركات الجماهيرية، ثم يظهرها إلى حيز الوجود المتطرفون “الأفراد المؤمنون بها” ويحافظ على بقائها الرجال العمليون (القادة الفاعلون).

يتحدث الكثير عن تشابه هذا الكتاب وكتاب سيكولوجية الجماهير لغوستاف لوبون ومن وجهة نظري أن كل منهما يكمل الآخر فهذا الكتاب يتحدث عن الفرد المهيأ أساساً للانضمام إلى الجماعات الجماهيرية والذي لا يحتاج إلا لعوامل وظروف معينة لاكتمال هذا الانتماء، أما كتاب “سيكولوجية الجماهير” يتحدث عن الجماعة المتكونة بعد ذلك وتأثيرها في الفرد والمجتمع الذي كان بمنأى عن الانتماء أو التأثر بهذه الحركات الجماهيرية، وكأني أرى هذا الكتاب “المؤمن الصادق” كجزء أول وكتاب “سيكولوجية الجماهير” هو الجزء الثاني من حكاية الجماعات الجماهيرية.

هناك الكثير من التفاصيل في هذا الكتاب القليل في عدد أوراقه والتي لا تصل ال ٢٤٠ ورقة ولكنه كبير بأفكاره التي تنم عن مجهود جبار وملاحظة ثاقبة من قبل إيريك هوفر في ملاحظة سمات المؤمن الصادق ولا دليل على مدى أهمية وعمق الكتاب أكثر من أنه تم تأليفه في منتصف القرن الماضي ومازالت افكاره تفسر وتعكس حال المتطرف المكون للجماعات الجماهيرية  إلى يومنا هذا.

موقع المكتبة.نت

نحن على  "موقع المكتبة.نت – Maktbah.Net " وهو موقع عربي لـ تحميل كتب الكترونية PDF مجانية بصيغة كتب الكترونية في جميع المجالات ، منها الكتب القديمة والجديدة بما في ذلك روايات عربية ، روايات مترجمة ، كتب تنمية بشرية ، كتب الزواج والحياة الزوجية ، كتب الثقافة الجنسية ، روائع من الأدب الكلاسيكي العالمي المترجم إلخ … وخاصة الكتب القديمة والقيمة المهددة بالإندثار والضياع وذلك بغية إحيائها وتمكين الناس من الإستفادة منها في ضل التطور التقني...

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى