كتاب الفصل بين النفس والعقل عبد العزيز الطريفي PDF

إن عقول الاصحاء تتفق في خلق الله لها, ولكنه جعل الاختلاف في نفوسهم وميولها ورغباتها, والعقل لم يُخلق ليشتهي, ولكنه خُلق ليدل ويهدي ويتفكر ويري صاحبه الطريق, والنفس خُلقت لتشتهي وتهوى وترغب, تحب وتكره, تفرح وتحزن, وترضى وتغضب, والعقل يريها الصحيح والخطأ ويميز لها بين الشر والخير وذلك بحسب ما في العقل من علم ومعرفة وخبرة وتجربة في هذه الحياة.

هذه الرسالة هي بيان لحدود اختيار العقل, والمؤثرات النفسية فيه, وأنواعها, وبيان أشدها خطرا عليه, وطرق حماية العقل
من تلك المؤثرات وأسباب تقويته, وبيان لمداخل النفس عليه وسياسيته في مقابلة ذلك

جعل الله للإنسان العقل لكي يفكر ويعرف الصواب والخطأ، وجعل له النفس لتشتهي. فالعقل لم يخلق إذن ليشتهي ولكنه خلق ليهدي ويدل، والنفس هي التي خلقت لتشتهي وتحب وتكره وتفرح وتحزن، والعقل يرشدها للصحيح والسقيم. الكتاب الذي بين أيدينا استطاع فيه المؤلف عبد العزيز الطريفي أن يحلل النفس البشرية بشكل عميق وعجيب، حللها وفصلها واستطاع أن يغوص في أعماقها ويحلل الكثير من الأفعال التي تصدر عنها ويظنها الإنسان من العقل وهي ليست منه.

يوضح لنا الكتاب العلاقة بين العقل والنفس وحقيقة كل واحد منهما وخصائصهما، ويحدثنا عن العقول الذكية والنفوس القوية، ونقص المعلومة وأثره في العقل، والمؤثرات في العقول وأنواعها، وكيف أن ميل النفس إلى شيء مؤثر في ضبط العقل له، ويحدثنا عن مراعاة المعلم والمتعلم، وأثر الطبائع، وتوافق طبع النفس مع العمل الصحيح، وقيود العقل على الشهوات، وعواقبها، وغير ذلك من المحاور الهامة.