لم يكن للإنسان الذي تساكن قريباً عما أفاضت به الأرض منذ السنين الغابرات» من
موارد للطاقة بشكل سائل كالنفط. الذي استخدمه مبكراً دون فهم وإدراك علمي. بل
جل ما أفيد منه؛ هو لمعالجة بعض الأمراض التي تصيب جلود الحيوانات. فضلاً عن
استخدامات محدودة في أطار القرى البسيطة المتواجدة بالقرب من حقول الطاقة.

وربما كان إنسان بلاد وادي الرافدين هو الأكثر تعاملاً مع موارد الطاقة. التي طفت
على سطح الأرض من دون الحاجة إلى أية جهود لاستخراجهاء هذا الإنسان ربما أدرك
مبكراً (قبل أكثر من 5000 سنة- 3500 ق. م) جزءاً من أهميتهاء بل وكان سباقاً في
التعامل الاقتصادي معهاء بدرجة أكبر من تعامله الفني والتكنولوجي. بسبب من طابع
تطور قوى الإنتاج آنذاك.

لم تكن مدينة بابل. الوركاء. أور. أو نفر, تكون قد استدلت. أو وقعت في محيط
تأثيرها الجغرافي. على ما يؤكد وجود مواد أو ترسبات للنفط» أو أي من التراكيب
الهيدروكاربونية. ولكن من أين جاءت بمادة القير لتضعها في جدران مدنها وإسوارها.

لقد وفرت الرقم الطينية المكتشفة أن مناطق أعالي الفرات لبلاد ما بين النهرين»
(مدينة هيت). كانت تقوم بالتجارة مع بابل عن طريق تأمين القيرء ونقله من خلال نهر
الفرات بالوسائط النهرية. وهذا هو الاستخدام الأول والدلالة الفعلية للتجارة في أحد
المشتقات النفطية.

هذا الزمن الموغل قدماً في تاريخ البشرية. لم يقدم التواءات تقنية وعلمية أو
اقتصادية لصالح البلدان التي استوطنها النفط والطاقة. من دون الدول التي لفحتها
نسائم الثورة الصناعية. وحرارة أفران الصهرء وغازات فحم الكوك.