كتاب الدين والسياسة في الدولة العثمانية قراءات في فكر الصدر الأعظم لطفي باشا رامي إبراهيم البنا PDF

البحث في التاريخ من أجل المهام التي يضطلع بها المره، فالتاريخ حصيلة كم من التجارب الإنسانية التي ثقلت إلينا، وفهم الحاضر لا يكون إلا بفهم الماضي، والتاريخ الإسلامي بمختلف مراحله هو تاريخ غني بالشخصيات والأحداث والوقائع المسام المهمة، والأيام دول بين الناس، تتغير الأحوال وتتبذل الأمم بين صعود وهبوط. ٦ عام وخضسعرن لهم كم العثمانيون العالم الإسلامي ما يقرب من ٠٠ الأمم، واتسعت الدولة العثمانية حتى وصلت إلى أبواب فيينا، وأصبحت في وقت من الأوقات المنافس الرئيس للأمم الأوريية أو الفرئجة كما كانوا يسمون في ذلك الوقت، خاصة في عصري السلطان سليم الأول والسلطان سليمان القانوني، ولأن ذلك العصر كان عصر ذروة الحضارة العثمائية، امتلأ بنماذج مبهرة فريدة في سائر المجالات؛ سواء السياسية أو العسكرية أو الاجتماعية أو غيرها. لقد تعرفت على لطفي باشا أثناء عملي في ترجمة أطروحة الدكتوراه للدكتور رمضأن يلدرم الاسس الكلامية للمناقاشات حول الخلافة العشمائية في مرحلة الغائها”أ، فقد تناول الدكتور في كتابه رسالة الوزير الأعظم لطفي باشا “خلاص الأمة في معرفة الأئمة” وألف لطفي باشا هذه الرسالة خاصة لمناقشة مسألة وجوب قرشية نسب الخليفة أم لا؟، فلفتتني الرسالة ولفتني موضوعها؛ إذ تناول هذه المسألة وإفرادها بالبحث هي من الأمور النادرة، فمن المعروف أن المسألة كان يفسح لها مجال في كتب الكلام، ويكتفى في نقاشها بسطور تقول بأن الغالبية من المسلمين رأوا بوجوب قرشية الخليفة.