كتاب الاتجاهات التعصبية بين الجماعات العرقية دراسة اجتماعية ميدانية في إقليم كوردستان العراق هيوا حاجي ديلوبي PDF

تسود معظم لمجتمعات الانسانية حالة من التنوع في تركيبتها العرقية، فهناك اختلافات ليس بين المجتمعات المختلفة فحسب بل هناك تنوعات داخل المجتمع الواحد على أسس قومية أو دينية مذهبية أو سلالية، مما كان ولايزال يضع تلك المجتمعات على محك الاختبار لبيان مدى قدرتها على التعاطي الايجابي مع ظاهرة التنوع والاختلاف. وتشير التجارب البشرية، بشكل عام، الى وجود نمطين من التفاعل والعلاقة بين المكونات العرقية المختلفة للمحتمعات: النمط الاول هو ذلك الشكل من التفاعل السلبي المتمثل بسيادة التعصب، والذي تجسدت مظاهره في عمليات الصراع والصدام والحروب التي دارت بين الشعوب، أو بين أتباع الديانات المختلفة، أو حتى بين المنتمين الى مذاهب مختلفة في دين واحد. فالصراعات هذه كبدت تلك لمحتمعات خسائر فادحة، فهناك ملايين من البشر هاروا ضحايا تلك الصراعات، وبقيت تلك المحتمعات في حالة من التخلف الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وباختصار فانها أخفقت في تحقيق التنمية بمفهومها الشامل. والامثلة على هذا التوجه كثيرة وبالاخص في القرن الفائت. منها العراق حيث مورس التعهب القومي ضد الكورد، والتعصب المذهبي الطائفي ضد الشيعة منذ تأسيس الدولة العراقية وبلغ ذروته في عهد حكم (حزب البعث) البائد في العراق (1968 —2003) فدفع لمجتمع العراقي ثمنا باهضا لهذا النمط من التعامل مع قضية الاختلاف في البلد .