كتاب الإتصالات السرية العربية الصهيونية 1918 – 1993 أمين مصطفى PDF ، تحميل مجاني ومباشر من موقع المكتبة.نت لـ تحميل وتنزيل كتب PDF .
لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، يتطرق كتاب إلى الاتصالات السرية بين زعماء
عرب وقادة صهاينة، بهذه الشمولية، والتوثيق الدقيق، وبهذا التوسع، وبهذا الأفق السياسي.
فقد كانت تتناهى إلى أسماعنا تسريبات خجولة من هنا وهناك، لكنها لم تكن مرفقة بأدلة
وشواهد، حتى بات البعض يشكك في صحتها، وأحيانًا يستخدمها سلاحًا مضادًا، إذ يعتبر الحديث
عنها نوع من الدس والتآمر، ولا تخدم إلا الأعداء، وهدفها خلق الفتن وإثارة النعرات. فانطلت
التعميات على البعض، بينما البعض الآخر لاذ بالصمت، لأن مصدر المعلومات كان دائمًا جهة
واحدة، وردت على هيئة مذكرات لقادة سياسيين أو عسكريين أو رجال استخبارات صهاينة. أشرفوا أو
خططوا أو شاركوا في مثل هذه الاتصالات، وسجلوا انطباعاتهم ووقائع الجلسات، وقد أحيل
معظمهم على التقاعد، وقد سمحت لهم الجهات الرسمية بنشر بعض التفاصيل التي لا تمس أمن
الدولة، أو تتعرض لكشف أسرارها الخاصة، وحرصًا كذلك على استمرار مسيرة هذه الاتصالات
وتعميقها حتى يتم تحقيق المبتغى من ورائها، لأن بعض أسماء الضالعين فيها من العرب
والشخصيات الأمريكية والأوروبية الغربية، ما زالوا على قيد الحياة، ولهم أدوار لا بد أن يستكملوها،
كما لكل منهم وظيفة وخط سير لا بد أن يسلكه، للوصول إلى الأهداف المحددة، ولذلك لا بد من
الحرص على بقائه في موقعه وعدم فضحه.
٢
وكانت القيادة السياسية الصهيونية، تميل قصدًا إلى نشر أو كشف بعض المعلومات من حين إلى
آخر، سواء عبر تلميحات مبطنة أو تصريحات رسمية علنية، كشيفرة للذين ارتضوا الجلوس معهم
في الغرف المغلقة، أن يواصلوا عملهم كما رسم لهم، وبذلك يتم الضغط عليهم حتى لا يتراجعوا
أو يترددوا في اتخاذ قرار ما، وكذلك لاثبات الصهاينة أنفسهم، رقمًا جديًا وحاسمًا في المنطقة،
ولتهيئة النفوس على تقبل مثل هذا الحوار مستقب ً لا.
أما بالنسبة للزعماء العرب الذين شاركوا في ترتيب هذه الاتصالات، أو شاركوا عمليًا فيها، فقد
كانوا يلجأون دائمًا إلى النفي أو يلوذون في أدق الظروف إلى الصمت، خوفًا من ردود الفعل الشعبية
عليهم، وتجريدهم من صلاحياتهم، إن لم نقل تصفيتهم جسديًا، كما حصل مع الملك عبد الله،
ووصفي التل، وسعيد حمامي، وعصام سرطاوي.
تحميل كتب PDF لنفس المؤلف :
كُلّ كتاب أو مجلَّد هنا تعيش فيه روحٌ ما، روح من ألّفه وأرواح من عاشوا وحلموا بفضله.