كتاب الألوهية والقبائل دراسة في الأدب الديني عند العرب قبل الإسلام نجمة سيوطي PDF

يعدّ كتاب الألوهية والقبائل من الدراسات الأكاديمية التي سعت مؤلفتها إلى تقديم الجديد في تاريخ الأدب والدين في مرحلة ما قبل الإسلام وبعدها على مستوى المعلومة والمنهج، وسبر أغوار نصوص العرب قبل الإسلام والكشف عن مضموراتها لبيان حجم العلاقة العضوية بين مؤسسة الدين، ومؤسسة العشيرة بوصفها من أبرز المحركات الأساسية على مستوى المجتمع والسياسة في تاريخ العرب قبل الإسلام، فهذه الثنائية (القبيلة – الدين) ما تزال حتى الآن فاعلة في المجتمعات الشرقية، ولا سيما العربية على الرغم من الحداثة والتطور التقني والمعلوماتي، فضلاً عن الانعطافات الكبيرة في مجال الاقتصاد، فالدراسة تجذر لهذه الظاهرة في مرحلة تأسيسية من تاريخ العرب والإسلام.

عرف العرب قبل ظهور الإسلام بمارستهم الوثنية وعبادة آلهة متعددة، وذلك بالتوازي مع وجود ديانات توحيدية كاليهودية والمسيحية كا هو مبين في آثار المنطقة العربية. وقد كانت التجمعات الدينية التوحيدية تلك مستقرة في المنطقة الشالية من الجزيرة؛ في الوقت الذي انتشرت فيه ديانات أخرى في المنطقة الجنوبية مثل الزرادشتية، وقد كانت الصفة الرئيسة لوثنية العرب إنكارهم القيامة والحياة الآخرة، وتميزت طرائق تمثيلهم للألوهية بعبادة قوى الطبيعة ورموزها، وارتباطها بالموروثات الاجتاعية والسياسية لمنطقتهم والمناطق المجاورة؛ فقد كانت المنطقة العربية مسرحا تجاريا بين الشرق والغرب وعل اتصال بالإمبراطورية البيزنطية وأثيوبيا. كان الصنم “هبل” إله القمر الإله الرئيس وكبير الآلهة في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، وهو الإله الموازي للإله الكنعاني “بعل” وللإله اليوناي زيوس” وكانت بنات هبل الثلاث (اللات ـ العزى ـ مناة) متمتعات بحضور قوي في طقوس واحتفالات العرب؛ إذ لكل قبيلة صنمها، ح تجد صنم قبيلة حمير عل هيئة نسر، وصنم قبيلة همدان “يعوق” على هينه حصان.