فقد حظيت (حتى) با لم يحظ به حرف من حروف العربية من الاهتام بها، فقد كتب عنها نحاة العربية فى أغلب كتبهم، ودرسوها دراسات تتراوح بين العجالة والتأنى، والإجمال والتفصيل، واختلفوا حو لها اختلافات عديدة؛ فقد اختلف البصريون والكوفيون فى أصلها اختلافا جذريا، ك اختلف أتباع كلتا المدرستين – فيا بينهم – في فروعها، وفى أقسامها، وفى معانيها، وفيا ورد بها عن العرب شعرا ونثرا؛ بل وصل الاختلاف فيها إلى حد توجه المشال الواحد في بعض الأحيان. حتى بلغ أمر الحيرة فيها إلى أن يقول أحد زعاء المدرسة الكوفية والرجل الثانى فيها، وهو أبو زكريا الفراء – فيا مسب إليه : أموت وفى نفسى شيئا من أ، وهذا ما يدعو إلى معاودة دراستها مجددا، والعمل على استيضاح كنهها، وتبيين وجه الحقيقة فيا ورد بها من خلافات، وجمع ما تناثر منها في مؤلفات النحاة عل مر العمور. وقد وردت (حتى) فى القرآن الكريم فى مائة وثلاثة وأربعين موضعا. ولما كانت معانى الآيات القرآية – وسائر الجمل – كائر نأثرا واضخا بيا تعنوه الفاظا، فإن عاولة غدي. المعانى التى وردت بها لفظة (حتى) عن طريق بيان ما تتتمى إليه من أقسامها، وإيفاح المعنى