رواية زوج حذاء لعائشة نبيلة الزبير PDF

موقع المكتبة.نت

0 345

توصل بجديد الكتب على بريدك الإلكتروني بالإشتراك معنا

إنضموا إلينا عبر Telegram :

أو مجموعتنا على الفيسبوك :

أو على اليوتيوب :

حداء لعائشة نبيلة الزبير موقع المكتبة Maktbah.net 1

رواية زوج حذاء لعائشة نبيلة الزبير PDF ، تعتقل الشرطة زينب بتهمة الدعارة. تقرّر التوبة لكن الشعور بالذنب يلاحقها. تعتقد أن الزواج سيخلّصها من معاناتها. ولكن زوجها طارق، الضائع بين إمامته الدينية وهوسه بالنساء، لا يساعدها على النسيان. فهو يراها عاهرة ويغريه ماضيها وعلاقاتها بالرجال، ولكنّه في الوقت نفسه يخنقها بغيرته وشكّه واتهاماته لها.
عائلة يمنية تتشابك مصائر أفرادها في مجتمع تنشط فيه تجارة البغاء، وتعدّد الزوجات، والتطرّف الديني.

من أجواء الرواية :

بضغطة إصبع ضجت الشقة ليس بالناس، لا ناس هنا الآن، فقط صوت. حين تعلو الأصوات يغيب أصحابها، تصبح مجرد ضجيج أجوف. خفضت صوت الستريو قليلا، لتستمع إلى كرستينا أجوليرا. هذه المرأة لا تغني إنها ترقص! ترقصين يا نشوى؟ لا! ضغطة إصبع أخرى انهت الحفل. ألقت بجسمها على الكنبة. دائخة. يبدو أنها أفرطت في الرقص، رأسها تدور بسرعة محرك رغب أحدهم في إحراقه.

عمتي سرقت الغلة

لم يجد أبي وعمتي خديجة ما يرثانه عن جدي. حورية أوصدت باب بيته في وجهيهما: ترحما عليه، لم يكن يملك غير الستر. ما الذي لبائع جلود لا يملكها أن يخلفه من تركة!

جدي كانت حرفته “بائع جلود”، يجمع من الرعية والجزارين جلود أغنامهم ومواشيهم ويدبغها ليبيعها في صنعاء. يوزع حملها على ثلاثة ظهور: ظهره وأبي والحمار. وحين تصر عمتي على مرافقة أبيها إلى صنعاء، كانت الحمولة يعاد توزيعها على ظهرين فقط، لأن الحمار يتفرغ لحمل عمتي. إنها تكبر أبي بسنتين لكنها مدللة أبيها، هي البكر وأبي الأوسط وثمة أخت أصغر لا أحد يدللها، فقط البكر. في الواقع هي التي كانت تدلل نفسها، لكن عبر هذين الرجلين أبي وجدي.

في تلك الفترة لم يكن أبي قد صار إلى رجل، كان في العاشرة، لكنه كان يتدرب ليس فقط على العمل بل وهذا هو الأهم: على تدليل حورية. ربما كل الذي ورثه عن أبيه تدليل هذه المرأة. من يومها كانت امرأة ومدللة ولا تجلس في البيت. عموما كل قريناتها وكل نساء قرية الطلع لم يكن يجلسن في البيت، لا صغارهن ولا كبارهن، بعمل وبدون عمل، كن يخرجن ويتزين ويرقصن ويغنين. لكن ما من واحدة منهن سافرت إلى صنعاء، فقط حورية.

في شباط 48م وفي واحدة من سفرياته المعتادة تلك، باع الجلود والحمار ليشتري بندقية. لم يكن قد سمع قبل دخوله السوق عن مقتل الإمام يحيى واعتلاء الإمام عبدالله الوزير العرش مكانه، فخمن بفطنته أن شيئا يحدث، كان عليه أن يستعد.