كتاب وعد الآخرة زوال لا إبادة تأملات في سورة الإسراء نصر فحجان PDF

هذه تأمُّلات في سورة الإسراء، حاولتُ من خلالها الوقوف على بعض المعاني والإشارات القرآنية، مستهدياً بالله أولاً، ثمَّ بمدلول الكلمة القرآنية في لغة العرب في وقت نزول القرآن الكريم، مستصحباً الأحاديث الثابتة عن النبي  ، ومستأنساً بأقوال العلماء في العصور المختلفة.
وقد سعيت في هذه التأمّلات إلى استعراض بعض أقوال المفسرين الكرام فيما يتعلق بالإفسادة الآخرة لبني إسرائيل، ومناقشة هذه الأقوال بما تهيَّأ لي من الأـدلّة النقلية والعقلية، سائلاً الله تعالى أنْ يلهمني الصواب ويهديني إلى الحق.
وقد جاءت هذه التأمُّلات على شكل وقفاتٍ عند آياتٍ أو مقاطعَ أو كلماتٍ في سورة الإسراء، فكانت كلُّ وقفة منها موضوعاً يرتبط بما قبله وبما بعده، وحرصتُ فيها على عدم السّرد أو الحشو المُمِلِّ، مما يسهِّل على القارئ مطالعتها والاستفادة منها، عسى أنْ تكون رسائلَ لكل الأمة في كل مكان، تبعث الأمل بقرب النصر، وتتشعَّل شموعاً تنير الدروب للمجاهدين والمرابطين والمُهجَّرين بأنَّ الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين إلى زوالٍ قريب، وأنَّ فلسطين ستعود إلى أهلها بإذن الله تعالى، وهذا ليس رجْماً بالغيب، ولا تكهُّناً من عند نفسي، بل هو من وحي القرآن الكريم، فقد نزَّل الله تعالى الكتاب على نبيّه صلَّى الله عليه وسلَّم تِبياناً لكلّ شيء، فقال سبحانه: (ونزلنا عليك الكتب تبينًا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) {النحل:89 }، لنستلهم منه في حياتنا ومستقبلنا ما ينفعنا، ونستبشر به في محنتنا ما يدفعنا للصمود والجهاد، حتى تضع الحرب أوزارها، ويقضي الله أمرًا كان مفعولاً..
وقد تشرَّفْتُ بعرض هذه التأمُّلات على الأخ الحبيب فضيلة الدكتور/ يونس الأسطل صاحب الباع الطويلة في التفسير وعلوم القرآن، وقد أكرمني بكتابة مقدِّمةٍ لهذه التأمُّلات، فلَهُ منِّي الدعوات الواصبات على ما أسداه من أطايبِ النُّصح، وجميل الإفادات.
إنَّ هذه بعضُ تأمُّلاتٍ وتدبُّراتٍ في آيات الله تعالى، وكلامه الذي لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه، وقد بلَغَتْ اثنتين وعشرين وقفةً، تخلَّلتْها بعض الفروع أحيانًا زيادة في تجلية المعنى، كما يظهر في فهرس المحتويات، عملاً بقوله تعالى: (كتب أنزلناه إليك مبرك ليدبروا ءايته وليتذكر أولوا الألبب) { سورة ص: 29} فإنْ أصبْتُ فمن الله وحده، وإنْ أخطأتُ فمن نفسي والشيطان، والله هو الوليُّ وهو الهادي إلى سواء السبيل.