كتاب رسالة الكلب طاهر علي بن أحمد بن سعيد ابن حزم الأندلسي PDF

 مسألة: الكلب عندنا طاهر خلافاً لمن قال بتنجيسه (، . )دليلنا في المسألة أن يقال: الحكم بتنجيس الحيوان لا يخلو من أحـد ثلاثـة أوجه:
إما أن يكون الحيوان كله نجساً، أو كله طاهر، أو بعضه طاهراً، أو بعضه نجساً، فلا قائل بأن الحيوان كله نجساً؛ لأن االله تعالى قد أباح لنا أكل كثيـر مـن أنواع الحيوان، والصلاة على جلودها قبل الدباغ إذا ذكيت من غير ضرورة، ولو لم يكن ذلك لاكتفينا في إبطال هذا الوجه بأن لا قائل به، كيف وقد صرح الرسول صلى االله عليه وسلم بأن المؤمن لا ينجس، وهو من جملة الحيوان.

والقول أيضاً بأن بعض الحيوان طاهر، وبعضه نجس قول تحكم، إذ لـيس بعضه بأولى من بعض إلا بدليل، فلم يبق إلا التطهير حتى يقـوم الـدليل علـى التنجيس.

وأيضاً فنقول: النجاسة على ضربين، عينية مدركة بـالحس والمشـاهدة، ونجاسة حكمية لا تدرك إلا بالخبر، ولا قائل بأن نجاسة تـدرك إلا بـالخبر، ولا قائل بأن نجاسة تدرك بالحس والمشاهدة، فلم يبق إلا النقل، وليس يوجد في كتاب االله تعالى، ولا في سنة رسوله صلى االله عليه وسلم نص ولا دليل علـى تنجـيس الكلب، ولو كان نجساً لما أغفل االله تبيين ذلك، وما كان ربك نسيا