كتاب الإقتصاد السياسي للنفط رؤية عربية لتطوراته وقفية عبد الله الطريقي للتنمية والنفط يوسف خليفة اليوسف PDF

“يُتابع الدكتور يوسف خليفة اليوسف دراساته المتعلّقة بالنفط من جوانب مختلفة. وفي هذا الكتاب يركّز على بحث الاقتصاد السياسي للنفط من منظور عربي، فيقدّم ما يشبه السيرة الذاتية للنفط منذ اكتشافه حتى الآن. ويحاول أن يرسم له صورة بانوراميّة تَظْهرُ فيها عناصر تأثيره وتأثّره بالتطوّرات العلمية، ودخوله حلبة الصراع السياسي والاقتصادي محلياً وعربياً ودولياً، بحسب الأوضاع في كل دولة، وبحسب نظرة الأطراف المختلفة إلى دور هذهِ السلعة في رسم الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية والعسكريّة.
يتميّز الكتاب بأهميةٍ فائقة على مستوى الرصْد والتحليل وصوغ الاستنتاجات، وبسدّ نقصاً في المكتبة العربية، كونه يخاطب القرّاء عامة، وأهل الاختصاص خاصةً، ويلبيّ هدفاً معرفياً تحتاجه الثقافة العربية المعاصرة، ولا سيّما في هذهِ المرحلة العصيبة التي يمرّ بها الوطن العربي. ”

كما عودنا اليوسف في كتابه، يتطرق دائماً إلى القضايا المهمة، وهذه المرة يبحث مسألة الندرة التي تميز النفط، مثله مثل بقية الموارد الطبيعية، من خلال عرض تاريخ هواجس نضوب النفط. بعدها قدم الكاتب حججَ وآراءَ مدرستين مختلفتين هما مدرسة الذروة، وأغلب كتابها ذوو خلفية هندسية وجيولوجية وينطلقون من أرقام وحقائق واقعية؛ ومدرسة الوفرة، وهي تمثّل أصحاب الخلفية الاقتصادية التي ترى أن النفط كغيره من السلع يستجيب لإشارات السوق وتفاعل قوى العرض والطلب. وعلى الرغم من أن اليوسف لم يبين رأيه صراحة في هذه المسألة وترك الحرية للقارئ في تبني الرأي الذي يراه أكثر منطقية وأقوى حجة، فهو، أي اليوسف، يبدو من أنصار مدرسة الذروة، لأنه جعل، في الفصل السادس عشر، نقصَ المعروض من النفط أحد أسباب الطفرة النفطية الثالثة. في اعتقادي أنه كان من الأجدى أن يدعم الكاتب عمله هذا بآراء الجيولوجي المعروف كولن كامبل (Colin Campbell) وكذا أبحاث (Roger Bentley)، كونهما من أهم الباحثين الذين كتبوا في هذا الموضوع وهما يحظيان بالاحترام والتقدير في الأوساط العلمية.