كتاب إنجيل برنابا إشكاليِة الأناجيل المسيحية المخفية والباطنية سعود المولى PDF

إنجيل برنابا أو الإنجيل المسلم كما كان يسميه بعض العلماء المسيحيين له قصة شيقة وطريفة، ففي البداية لم تعترف الكنيسة (بكل أطرافها) ولم يعترف اللاهوتيون المسيحيون، لا بل ولم يعترف العلماء والمفكرون العلمانيون في الغرب والشرق بهذا الإنجيل أبداً واعتبروه عملاً ملفقاً وكتاباً مزوراً كتب في وقت متأخر، وأكدوا أن كاتبه مسلم حاول مواءمة بعض ما فيه ليتوافق مع الإسلام خصوصاً لجهة ما ينفي ألوهية يسوع/ عيسى؛ فضلاً عن إشارته إلى أن المسيح بشّر برسول مني بعده اسمه أحمد، فيما اعتبر المسلمون هذا الإنجيل الإنجيل الأصح أو الأدق، وإن لم يقولوا بأنه هو “إنجيل عيسى الحقيقي”، وتعاملوا معه على أنه “كاشف لحقيقة دين المسيح”، كما لم تعترف الكنيسة ولم يعترف المثقفون واللاهوتيون باحتمال أن يكون هذا الإنجيل ينتمي إلى الكتابات الصادرة في القرون الأربعة الأولى من المسيحية والتي اشتهر بعضها بأنه من الأناجيل المخفية أو المكتومة أو السرية أو الباطنية (الأبوكريفا Apocrypa) والتي كانت الكنائس العربية تسميها الأناجيل المنحولة. ولكن تغير الموقف في آخر القرن العشرين بعد أن انتشرت الاكتشافات والكتابات الغربية عن هذه الأناجيل وغيرها من الكتب والأوراق المفقودة خصوصاً أوراق الأناجيل المبعثرة في صعيد مصر وغيرها. فصدرت ترجمات عربية لهذه الأناجيل وكتابات تحمل نظرات جديدة ومحاولات ومقاربات لفهم هذا الكم من الأناجيل غير القانونية. وقد رأى بعض الأكاديميين واللاهوتيين اللغويين أن إنجيل برنابا يحتوي على بعض بقايا سابقة من عمل ملفق؛ ربما غنوصي أو أبيوتي (سيرد تعريفها)، أو من الإنجيل المسمى الرباعي (الدياطيشارون) وقال بعض الباحثين إن هذا الإنجيل من بقايا تراث يهودي- مسيحي كان منتشراً في سوريا وفلسطين وهو المعروف باسم نحلة الكليمنتيين والكتابات المنسوبة إليها Pseudo Clementines في بدايات تاريخ المسيحية. وهذا الأمر يزيد من قيمة وأهمية كتاب إنجيل برنابا إذ يكشف عن وجود معتقدات مسيحية قديمة حول عيسى تتطابق مع المعتقد الإسلامي.