كتاب إعلاء البخاري تثبيت مكانة الإمام البخاري وصحيحه من خلال رد الشبهات حولهما عبد القادر بن محمد جلال PDF

و بعد: فإن الله تعالئ قد تكفل بحفظ السنة النبوية المشرّفة
فبقيت كما راد الله لها علئ طول الزمان ومختلف العصور» مع أنه
لم يَخل زمن من أناس يطعنون فيهاء ويردون أحاديثهاء ويجرّحون
رواتها وأئمتها.

وقد تعددت صور الطعن (قديمًا وحديثًا) في اللسنة النبوية في
أشكال متنوعة» ومن أبرز تلك الصور:

ترك الاحتجاج بالسنة بالكلية؛ والاكتفاء بالقرآن الكريم
زعموا.
ترك الاحتجاج بالأحاديث النبوية بحجة أنها آحاد.
الطعن في رواة الأحاديث؛ بدءًا من الصحابة الكرام كأبي هريرة ولق
وغيره من أئمة الرواية من التابعين فمن بعدهم» مثل الزهري»
والإمام البخاري.

التشكيك في قواعد علم الحديث وأصوله»؛ ودعوئ عدم
كفايتها في حفظ السنة النبوية.

التقليل من جهود أئمة الحديث في نقدهم الحديثي» وعنايتهم
بالمتن.

زعمهم وجود أحاديث كثيرة تخالف القرآن الكريم» والعلم
الحديث.

أخذ انتقادات المستشرقين والحداثيين والمخالفين لأهمل
السنة» ووضعها في قوالب علمية؛ والبحث عما يؤيدهاء ثم
طرحها علئ هيئة مسائل علمية قابلة للنقاش» ومدارستها
للأخذ والرد.
وتكاد تكون هذه الصورة هي الأشهر في العصر الحاضر

وهي من أخطر الصور؛ لأن سالكها يدعي العلم والاجتهاد»

ويحتج بأقوال ونصوص زاعمًا أنها تؤيد قوله؛ وتقوي رأيه؛ وينشر

ذلك في كل موضع ومناسبة»؛ مثل خطب الجمعة وغيرها من

المناسبات العامة» دون اعتبار لصلاحية المكان. ولا لأهلية المخاطب