كتاب تطور كل شيء كيف تنبثق الأفكار الجديدة مات ريدلي PDF

يطرح الكتاب رؤية شاملة لنظرية التطور ويسميها النظرية العامة للتطور، بإعتبار نظرية دارون هي النظرية الخاصة للتطور، على غرار النظرية النسبية الخاصة لآينشتاين.

يذكر الكتاب أن كل شيء في الكون يتطور سواء الأشياء الطبيعية التي تحمل جينات أو تتأثر بها، كالإنسان والحيوان والنبات والأخلاق والعقل والشخصية، أو حتى التي لا تحمل جينات كالمؤسـسات البشرية مثل الإقتصاد والحضارات والتكنولوجيا والدين والبنوك والنقود والإنترنت والمجتمعات والتاريخ وغيرها، بل حتى المستقبل يتطور.

ينقسم البشر في تفسير الوجود إلى قسمين:

*الخلقيون Creationist والذي يعتقدون أن هناك مصمم ذكي خلق الكون بأجمعه ولهدف معين.

*التطوريون Evolutionist والذين يعتقدون أن كل شيء يتطور دون الحاجة لمصمم، وبدون هدف معين، ولا توجد خطة يمشي عليها التطور.

• كل شيء في الكون يتطور، فجميع الأشياء نشأت بسيطة في ذاتها وأخذت تـتطور عبر المحاولات والأخطاء، ومن خلال عملية الإنتخاب الطبيعي تـتصارع الأشياء من أجل البقاء فتموت الضعيفة وتبقى القوية التي تـتأقلم مع الظروف، وهذا الأمر ينطبق سواءا على الأمور الطبيعية، كالبشر والحيوانات، او المؤسـسات البشرية كالديانات والثقافات والنقود والمخترعات.

• التطور ينـبـثق من الأسفل إلى الأعلى وبشكل تدريجي وبطيء وإن حصلت طفرات أحيانا، وكل من يحاول فرض التطور من الأعلى إلى الأسفل وعبر تنفيذ خطة معينة سوف يفشل، كما حدث عند محاولة تحديد وتحسين النسل في العالم والتخطيط الشيوعي للإقتصاد، فالتطور يأتي كنتيجة من الأعمال التي يقوم بها البشر وليس كـنـتيجة لتصميم بشري، فالمدن والحكومات والعملات جاءت كنتيجة لوجود حاجة لها وبعد ذلك تطورت.

• الأشياء تـتطور دائما للأفضل إذا لم يتدخل بعض الأفراد عبر فرض خطة معينة، فبشكل عالمي فإن معدل القتل في انخفاض، ومستوى الرفاهية في ارتفاع، وتأثير الكوارث الطبيعية على البشر في انخفاض.

• تطور العملات

تطوت فكرة العملة للتداول عبر التجار والأشخاص وليس عبر الحكومات بالرغم من وجود صور للحكام على النقود، لأن الحكومات تحاول السيطرة على تدفق الأموال، ولذلك كان هناك أنواع عديدة من العملات عبر التاريخ وبرز بعضها وسقط الكثير عبر الانتخاب الطبيعي للأقوى، فبقيت عملة والذهب والفضة إلى أن تحولت العملة إلى المعدنية والورقية، والآن جاء دور العملات الرقمية المشفرة أو المعماة Crypto-Currency والتي بدأت عام 2009 ومتوقع أنها سوف تلغي العملات الورقية الموجودة لأنها أكثر أماناً وخصوصا في حفظ قيمة العملة والتداول.

حاليا هناك العديد من العملات الرقمية مثل نقاط خطوط الطيران أو الذهب الرقمي او العملة الرقمية Crypto-Currency وأشهرها Bitcoin وهي عملة غير مركزية ولا تـتبع الحكومة، وقد أصبحت حالياً ملجأ آمن لحفظ أموال الأشخاص وخصوصا عندما حدثت أزمة اليونان عام 2013 فارتفع سعر سهم العملة الرقمية من 120 دولار الى 1200 دولار خلال أربعة شهور، لأنها أكثر أماناً من البنوك. أما المبالغ المحفوظة كـعملة رقمية مشفرة في Bitcoin يبلغ قيمتها 6 مليار دولار، وهي في طريقها لمنافسة العملات التقليدية. حتى عام 2015 هناك تقريبا أكثر من 300 عملة مشفرة ومنافسة للعملة الشهيرة Bitcoin. قانون الانتخاب الطبيعي سوف يلعب دوره في الغاء بعض هذه العملات المعماة ليكون البقاء للأقوى والأكثر مرونة. نجاح العملات الرقمية المشفرة سوف يلغي البنوك فيزول التضخم من النظام المالي، مما سيدفع الحكومات للتدخل والسيطرة على العملات الرقمية المشفرة. يقول نسيم طالب (العملة المعماة بداية شيء عظيم، عملة بدون حكومة، وهذا ضروري جداً)