كتاب المشروع النووي الإيراني هل هو لانتاج الطاقة الكهربائية أم لإنتاج القنبلة النووية عبد العزيز عبد الرحمن المفتي PDF

كانت بلاد فارس (إيران) قبل الإسلام إمبراطورية قوية، وذلك ما عزز لديها الإعتقاد أن تعود بالسياسية إلى سابق عهدها حتى بوجود الولايات المتحدة الأمريكية كقطب عالمي يدعم إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط.

وبقي المجد التاريخي للإمبراطورية الفارسية ملازماً لسياسة ملوك وحكام إيران، وفهم الشاه “محمد رضا بهلوي” (1941- 1979) معنى المجد القومي الفارسي، ومن بعده رؤساء الجمهورية الإسلامية بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.

فالأول زمن (الشاه) محمد رضا بهلوي، كانت له سياسة محاباة وتودّد مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع إسرائيل بعد قيامها عام 1948، ولمكافأته قدرّت واشنطن بناء مفاعل نووي للأبحاث بقدرة (5) ميغاواط قرب طهران.

وفي عام 1974، وقع الشاه محمد رضا بهلوي مع ألمانيا الغربية عقداً لبناء مفاعلين بقدرةً (1300) ميغاواط وآخر بقدرةً (1200) ميغاواط في مدينة بوشهر جنوب البلاد، أما الثاني زمن رجال الدين (رؤساء الجمهورية الإسلامية الإيرانية)، فقد كان “هاشمي رفسنجاني” هو المحرك الأساسي للبرنامج النووي الإيراني عام 1984 رغم إستمرار الحرب مع العراق (1980- 1988).

وكان المفاوض الإيراني الواسع الحيلة والصدر والذكاء على قدر في الميلان خلال المباحثات حيث تميل الرياح السياسية، وتعثرت إسرائيل في ضرب المنشآت النووية خشية ردود الفعل من تسريع إيران دورة الوقود النووي، كما أن إسرائيل اختلفت مع واشنطن في الوصول إلى صيغة لمنع إيران من إنتاج القنبلة النووية.

ومهما تكن قدرة الغرب ومجموعة القوى الكبرى في العالم المعروفة بــ 5 + 1 في التفاوض مع إيران، فإن الأخير ستنتج القنبلة النووية حتى وإن تأخر الزمن.