إن الشعور بالأمومة ومراحل الحمل من أعظم ما يحرك بواعث السرور والسعادة في قلوب
النساء. وهي من أهم الوظائف التي منحها الله إياها لتعمر الحياة. وتتميز فترة الحمل بالعديد من
التغيرات النفسية والجسمية التي تتراوح ما بين بعض الأعراض الطبيعية التي تحدث نتيجة تغيرات
هرمونية مصاحبة للحمل مثل القيء والغثيان وبين أعراض أخرى قد تستدعي انتباه السيدة الحامل
وكذلك الطبيب المعالج. فالجنين السليم هو نتاج مجموعة عوامل مهمة منها صحة الآم والمتابعة
الصحية المستمرة لنمو الجنين فيما يسمى بالرعاية في مرحلة ما قبل الولادة. ويتضح من خلال
الدراسات أن النساء اللاتي يتلقين رعاية صحية أثناء تلك المرحلة تقل لديهن عوامل الخطورة التي
تؤثر على هذا الحمل, وكذلك عمليات الحمل المستقبلية, كما يتمتعن بعمليات ولادة أفضل من أولئك
اللاتي لم يتلقين رعاية خلال حملهن. فقد تعاني أية أمرأة من مضاعفات مفاجأه أو غير متوقعة
خلال فترة الحمل التي قد تكون مميتة للجنين أو الأم

تعتبر مضاعفات الحمل من أهم الأسباب التي تؤدي إلى وفاة العديد من الأجنة والسيدات
حول العالم, كما تعاني ملايين أخريات من إصابات بالغة نتيجة لصعوبات الحمل والولادة . وأغلب
هذه المضاعفات التي تودي بحياة الأمهات يمكن تفاديها أو علاجها إذا ما توافرت لهن رعاية
صحية جيدة ومتابعة طبية مناسبة خلال مرحلة الحمل , كما أن توافر الطبيب المختص والمؤهل
لتقديم تلك الرعاية قد يؤدي إلى إنقاذ حياة الأم في تلك المراحل الحرجة وفي مواجهة الأسباب
الرئيسية لإعاقات ووفيات الآجنة أو الأمهات بسبب الحمل وما بعد ذلك أثناء الولادة . ولذا فمن
الواجب علينا تثقيف الأمهات وتوعيتهن من أجل تحقيق أمومة آمنة تهيء لهن الحصول على الرعاية
الصحية الملائمة خلال مرحلة الحمل. وأن تكون واعية لكل عرض يطرا عليها وتمكينها من القدرة
على اتخاذ القرار الصحيح واستشارة الطبيب في الوقت المناسب بما يخدم صحتها وصحة جنينها
كما يشجع استراتيجيات التوجيه والتوعية المجتمعية التي من شأنها أن ترفع درجة الوعي بالصحة
الإنجابية. كما ترفع من القدرة في التعرف على علامات الخطر أثناء الحمل وبالتالي تقليل نسبة
الإعاقة والوفيات لدى المجتمع. . 0