كتاب رسوم الدولة ببغداد في العصر العباسي ميخائيل عواد PDF

أوردنا في هذا البحث طائفة من « الزشوم » التي أتبغت في دار الخلافة العباسية ببغداد، يوم كانت بغداد مركز الخلافة ، وأم الدنيا ، وسيدة النلاد : سعة وعمارة، وكثرة مياه ، وصخة هواء . ضمت المباني الفخمة من قصور ودور ، تعج بالناس على طبقاتهم . وحين كانت وفود الملوك ورسلهم ، تفد الى بغداد ، من أقطار الأرض . فتزين دار الخلافة بابهى زينة وأكمل عذة ، لاستقبال هؤلاء الضيوف ، والإحتفاء بهم . فهذه الأمور، وما جزى مجراها من أحوال الخلفاء في مجالسهم ، ومواكبهم ، ومسايرتهم ، وفي مقابلتهم ، ومكالمتهم ، وجلوسهم ، ولبسهم ، وما يتزتب من آداب الخدمة ، والحجابة وقوانينها . كل هذه ، يضمها تعبير شامل هو « الرسوم » . و « السوم » جمع « وشم » . وهي ذات معنيين . الأول: مجموع العادات المتبعة : مقابلة الناس أو معاملتهم في شؤون الالفة . وهذا ما يغرف في الفرنسية بلفظة «إتيكيت ETIQUETTE».