كتاب الملك المفترس تأليف إريك لوران كاثرين غراسيي

محمد السادس ، الملقب “بملك الفقراء” ، هو السادس بين أغنى الملوك في العالم. يسيطر على كل المجالات الاقتصادية في بلده، وهو أول مصرفي وأول مؤمِّن وأول مزارع. إن هذا التحقيق الدقيق – الذي يخضع للرقابة في المغرب ، حيث يُفرض الصمت على هذه الأفعال – يكشف عن قلب النظام الذي يبدو أن هذا الملك هو الفائز الوحيد فيه.

أعدك صديقي القارء أنه بعد قراءة هذا الكتاب ستتغير نظرتك للملكية بالمغرب، كما ستنضر للوجه المظلم لهذا النظام الذي يحكم المغرب. هذه الجملة استوقفتني كثيرا من كتاب الملك المفترس وهي تلخص الواقع المر الذي يعيشه الشعب المغربي الجملة التي اقتبستها هي ” المغرب هو البلد الوحيد الذي يحلم فيه الفقراء بالرحيل والأغنياء أيضا.”

السياسة في الأصل هي لعبة قذرة، لكن عندما تكون مصحوبة بالهيمنة الاقتصادية على البلاد والعباد تصبح مقززة ومقرفة خانقة.

ويتطرق اكتاب الملك المفترس في دراسة معمقة إلى الثروة الكبيرة والمتنامية بسرعة خيالية – في ظل ما يشهده العالم من أزمات اقتصادية – للملك المغربي محمد السادس، حيث ضربت أزمة اقتصادية العام 2009 المداخيل بقوة، بما في ذلك مداخيل الأثرياء ثراء فاحشا، لكن الملك محمد السادس، الذي تضاعفت ثروته في خمس سنوات، بدا وكأنه نجى من ذلك الحظ العاثر لأن فوربس وضعته على رأس لائحة الشخصيات التي تضاعفت ممتلكاتهم في العام 2008. بحيث احتل المرتبة السابعة كأغنى ملك في العالم، متجاوزا أميريْ قطر والكويت.

كما وأشار إريك لورون وكاترين غارسييه إلى الفرق الشاسع بين الاقتصاد المغربي الجد متواضع، والثروة الملكية الكبيرة والمتنامية على حساب الوضع الاقتصادي في المغرب.
وفي مقارنة سريعة مع ملكيات دستورية أخرى كبريطانيا وإسبانيا، يبين كتاب الملك المفترس اللامبالاة للملك محمد السادس بالشؤون السياسية للبلاد ولا بالبلد نفسه، ولكن همة ونشاط كبيرين في السيطرة على أعماله، حيث انه يرى المغرب مجرد سوق جذاب خاضع لإرادته.