كتاب المرأة والإعلام في صعيد مصر بحث اجتماعي عواطف عبد الرحمن PDF

تعتمد هذه الدراسة على مجموعة من المؤشرات التي يمكن من خلالها رصد المشهد التنموي فى صعيد مصر فى مجالات التعليم والأمية والبطالة والفقر وقوة العمل والصحة وغيرها من المجالات التي تكشف عن النصيب الواقعى لصعيد مصر من خطط التنمية وبرامجها تمهيدا لتحديد موقع المرأة الصعيدية فى هذا المشهد التنموي.

كشفت الدراسات المحدودة التى أجريت عن المرأة فى الصعيد عن الواقع الملئ بكافة أشكال التحدى الذى تعيشه المرأة الصعيدية حيث تحاصرها الانساق القيمية المنحازه للسلطة الذكورية وتفشى التفسيرات الخاطئة للتعاليم الدينية وتبنى الموروثات التاريخية التى تكرس دونية المرأة وفكرة النقص الأنثوى بالإضافة إلى انتشار السلوكيات المعادية للمساواة الحقوقية بين الجنسين علاوة على العنف الممارس ضد المرأة الريفية فى صعيد مصر، والذى يتمثل فى كافة أشكال السلوك الاجتماعى المباشر وغير المباشر الذى ينال من المرأة، ويحط من قدرها، ويكرس تبعيتها ويحرمها من ممارسة حقوقها التى كفلتها الشرائع الدينية والقوانين الوضعية مثل الحرمان من الميراث والزواج المبكر وختان الاناث والطلاق التعسفى والتمييز المجحف بين الذكور والإناث. وتتركز الأنماط الاجتماعية التى تساهم فى تحديد موقع النساء فى مجتمعات الصعيد فى ثلاثة مصادر أساسية مؤثرة تتمثل فى: الموروث الدينى – الثقافة الشعبية – البرامج والصور التى يروجها الإعلام والمعروف أن الثقافة الدينية فى التاريخ العربى الإسلامى لا تحيل إلى النصوص الدينية المقدسة بل تركز على التأويلات والتفسيرات التى انجزت حول محتوى هذه النصوص والتى صيغت فى عصور زمنية سابقة وفى إطار أوضاع مجتمعية تختلف معطياتها واشكالياتها عن الزمن الراهن ولكن لا تزال صيغها وتجلياتها المختلفة تشكل الذاكرة الجماعية للمجتمع كما تحيل إلى التقاليد التى تم ترسيخها للمحافظة على النظام الأسرى والمجتمعى السائد الذى يتميز بالطابع الأبوى الذكورى ولقد كانت أولوية الرجل مرجحة دوماً فى الآراء الفقهية المتصلة بالمرأة وهى أولوية حصنت نفسها بقراءة للقرآن يغلب عليها طابع الانحياز للرجل ولكن ذلك لم يحل دون ظهور تفسيرات مستنيرة تستهدف إنصاف المرأة ولكنها قليلة مغيبة فى الذهن الجمعى والسلوك الاجتماعى تجاه المرأة وحقوقها.