كتاب آثار الحنابلة في علوم القرآن المطبوع – المخطوط – المفقود سعود بن عبد الله الفنيسان PDF

فقد كانت تراودني – منذ زمن – فكرة هذا البحث» غير أن ظروف
العمل ومشاغله حالت بيني وبينه» وأن آثار الحنابلة في علوم القرآن كثيرة
جداً تقرب في جملتها من عدد مصنفاتهم في الفقه؛ وقد تزيد على مصنفاتهم
في الحديث وعلومه» وهذه الحقيقة تبطل الدعوى القائلة (الحنابلة محدثون
لا فقهاء). والحنابلة لا يكرهون هذا الوصف؛ لأن الحديث أساس الفقه
والاستنباط» وبيان؛ للقرآن» فهم بالحديث يشرفون» ولا يشرف بهم
الحديث. غير أن تلك المقالة يراد بها اللمز والحط من قدر علمائهم؛ لاسييا
إذا علمنا أن الزمن الذي ظهرت فيه تلك المقولة ‏ القرنين الرابع والخامس ‏
قد انتشر فيه التعصب المذهبي المقيت» نتيجة للجمود وضيق الأفق»
وتغليب أقاويل الرجال على ظواهر النصوص» وما بهذا أمر الناس» ولكنها
البلوى» ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ ولله در القائل :
دين النبي محمد آثار نعم المطية للفتى أخبار
لا ترغبن عن الحديث وآله فالرأي ليل والحديث نهار
ولربما جهل الفتى أثر الهدى والشمس بازغة لها أنوار
وعلوم القرآن مرتبطة بالحديث والفقه على السواء: بالحديث إن كان
التفسير بالرواية» وبالفقه إن كان بالدراية.