«يُولدُ المرءُ ويُولدُ معه حبُّ الحُرية. تأمَّلِ الطفلَ كيفَ يُنازعُ الأَقمِطة، ثُم كَمْ يقعُ ويقومُ في سبيلِ الانطلاق …»
بهذهِ البساطةِ والبلاغةِ تميَّزَ «مارون عبود» في كتابةِ المقال، فأَثرى هذا النوعَ الأدبيَّ بعَفويتِه المعهودةِ وجَراءتِه في الطَّرح، فناقَشَ العديدَ من الأمورِ الحياتيةِ برؤيةٍ مُغايرة، ومسَّتْ تأمُّلاتُه أطرافَ الأرضِ وحدودَ السماء. وبالرغمِ من أنك قد تختلفُ معه فكريًّا، فإنك ستُفاجأُ بقُدرتِه على التعبيرِ عن عقيدتِه الخاصة، وستُصِيبُك قوةُ لحْظِه وبَراعةُ تفاصيلِه ومدى صِدقِه بدهشةٍ تصنعُ من قراءةِ نصوصِه تجرِبةً لا تُضاهَى، تتركُك مُعجبًا، ومُشبعًا بطاقةٍ إنسانيةٍ مُلهِمة. بين أيدينا سلسلةٌ من المقالاتِ جمَعَها «مارون عبود» تحت عنوانِ «سُبل ومَناهج»، تمنحُك نظرةً أقربَ لعالَمٍ خاصٍّ يَسكنُه أديبٌ مُبدِع، طرَقَ خلالَها بابَ تأمُّلِ النفسِ والآخَرِ ومُختلِفِ الكائنات.
مذهبي في الحياة أن لا مذهب لي فيها؛ فكلُّ أعمالي خبْص في خبْص، ما أريده لا أفعله، والشيء الذي لا أريده إياه أصنع. أحسبني كرةً في يد لاعبٍ جبَّار يقذفها في الفضاء، فلا هو ولا هي تدري أنَّى تتوجَّه، وأين يكون مستقرها! فالحياة في نظري لعبةٌ تتلهَّى بها قوةٌ سرمدية أزلية تُخرج منها أنماطًا لا تُدرَك، ولا يزال في قرارتها غرائب وعجائب لا نهاية لها، كلَّما تزاوجت أَنْسَلَت أقزامًا وعماليق، وكلما انفعل الكائن الأزلي تفجَّرت قواه اللامتناهية، وانبثق إلى الوجود ما يحيِّر كلَّ موجود.
في مذهبي أنَّ الدماغ البشريَّ هو المستودَع النائمة فيه — إلى حين — أسرار الطبيعة، وقد عاينته، يُبرزها إلى الوجود واحدًا واحدًا في سبعين عامًا، فما كان مستحيلًا أمسى ممكنًا.
لا أتمثَّل الحياة إلا مدرسة لا نهاية لدروسها، خرِّيجها يتوارى في الظلمة قبل أن يرى النور الذي ينتظر، ومع ذلك أراني أُومن بالحياة إيمانًا عميقًا لا قرار له، وأحبها محبةً كليَّةً ولكنَّها بدون رجاء.
أُومن بالإنسان، ابنها الوحيد، الخالق الأعظم المنبثق من الأرض والسماء، فهو جِرمٌ أرضي سماويٌّ في وقت معًا. إني أرى الأرض مصدر كلِّ خيرٍ وبركة، ومع ذلك يكفر بها الناس، وينكرون فضلها عليهم، ويُفتِّشون عن سعادتهم في غيرها، أما أنا فمذهبي في الحياة هو مذهب طَرَفة القائل:
لا أُومن إلا بأنِّي سوف أموت، ولا يعنيني كل ما يُقال عني بعد ذلك.
مارون بن حنا بن الخوري يوحنا عبّود (1886 – 1962)، كاتب وأديب لبناني كبير..[1] ولد في عين كفاع (من قرى جبيل).
في سنواته في المدرسة أبدى ميولا أدبية وتفوق في مجال اللغة العربية كما أصدر في عامه الدراسي الأخير مجلة أدبية أسماها الصاعقة. كان قد بدأ بكتابة القصائد ونشر بعضها في جريدة الروضة. أدخله أهله إلى مدرسة مار يوحنا مارون، التي أمضى فيها أربعة أعوام، لكنّه رفض الاستمرار فيها لأن أباه كان يقصد بإلحاقه بها أن يهيئه للحياة الكهنوتية، ما رغب عنه مارون ورفضه رفضاً قاطعاً. بعد ذلك التحق بمدرسة الحكمة حيث أمضى سنتين. وقد وجد مارون في هذه المدرسة الجو المؤاتي لتفتح مواهبه الأدبية، واحتكّ بعدد من الطلاب المولعين بالشعر أمثال: رشيد تقي الدين وأحمد تقي الدين وسعيد عقل.
تحميل كتب الكترونية PDF مميزة
- رواية أيام الكونغو سلسلة سافاري أحمد خالد توفيق PDF
- كتاب وداعا أيها الملل أنيس منصور PDF
- كتاب السنن الكبرى سنن النسائي الجزء الثاني أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي PDF
- كتاب النجاح ريتشارد هول PDF
- كتاب النحو الميسر للصغار والكبار حمدي محمود عبد المطلب PDF
- رواية طيور الحذر الملهاة الفلسطينية إبراهيم نصر الله PDF
- تحميل رواية شقة الحرية غازي بن عبد الرحمن القصيبي PDF
تحميل كتب لــ مارون عبود PDF
مقتطفات من الكتاب PDF
تحميل كتاب سبل ومناهج مارون عبود PDF
يبني الإنسانُ بيوتاً لأنه يعرف أنه حي ، لكنه يكتب كتباً لأنه يعرف أنه فانٍ.وهو يعيش ضمن جماعات لأن لديه غريزة التجمع ، لكنه يقرأ لأنه يعلم أنه وحيد
– دانيال بناك
- غير معني بالأفكار الواردة في الكتب .
- الملكية الفكرية محفوظة للمؤلف في حالة وجود مشكل المرجو التواصل معنا .
نرحب بصدر رحب بكل استفساراتكم وارائكم وانتقاداتكم عبر احدى وسائل التواصل أسفله :
- صفحة : حقوق الملكية
- صفحة : عن المكتبة
- عبر الإيميل : [email protected]
- عبر الفيسبوك
- عبر الإنستاغرام : إنستاغرام
اكتشاف المزيد من موقع المكتبة نت : تحميل كتب إلكترونية مجانية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات في بريدك الإلكتروني.