كتاب دكالة والإستعمار البرتغالي إلى سنة إخلاء آسفي وأزمور قبل 28 غشت 1481 – أكتوبر 1541 أحمد بوشرب PDF

يتعلق موضوع هذه الدراسة بدكالة داخل الحدود التي كانت تشملها في بداية

القرن السادس عشر» اي المنطقة الممتدة ما بين نهري ام الربيع والتانسيفت من جهة»

والمحيط ونجد الكنتور من جهة ثانية .
أما الفترة التي اخترتهاء فتمتد من بداية اهام البرتغالين بدكالة الذي انتهى

بدخول آسفي وأزمور تحت الحماية البرتغالية قبل سنة 1481 بالنسبة للأولى» وفي

سنة 1486 بالنسبة للثانية؛ الى حين إخلا” المدينتين في نهاية سنة 1541 –
وكان وراء اختياري لموضوع يتعلق بتاريخ الغزو البرتغالي لسواحل المغرب

السببان الرئيسيان التاليان.:

١‏ – لم يكن ذلك الغزو حدثا بسيطا وعابرا سرعان ما جعلت ردود الفعل المغربية
العنيفة والفورية حدا له. بل على العكس من ذلك» كان بمثابة منعرج في تاريخ
بلادناء تولدت عنه نتائج سياسية واقتصادية واجتاعية وديموغرافية جد خطيرة»
وسبب هزات عنيفة داخل المجتمع المغربي» وخلف بلبلة في الافكار
والمعتقدات. ولم يستطع لا انتصار وادي المخازن» ولا القرون التالية محو كل
مخلفات ذلك الغزو التي بقي بعضها قائما الى يومنا هذا ء

١‏ ورغم هذه الخطورة» لم يتم المغاربة» قدماء ومحدثين» الاهيام الكافي بتاريخ

الغزو الايبيري عموماء والبرتغالي على وجه الخصوص . فالمعلومات المتعلقة به»
والتي زودتنا بها مصادرنا جد قليلة لا تتعدى الاشارات السريعة الى تاريخ
سقوط بعض المدن في ايدي الاسبان والبرتغالىين» وتاريخ تنظيم بعض الحركات
الرسمية. وكان جل تلك التواريخ اما مفتقرا الى الدقة» أو خاطا .

ولم يكن تجاهل مؤ رخينا المعاصرين أقل من سابقيهم . فرغم توفر مجموعة من
المصادر والدراسات الاجنبية التي طلعت علينا منذ بداية هذا القرن» لم يلتفت
أي مغربي» ولا أي عربي – فها أعلم ‏ إلى هذه الحقية وذلك رغم أن مؤ رخي
الاستعار الفرنسي سمحوا لأنفسهم بعدد من أحكام القيمة والتأويلات التي
كانت الغاية منها تشويه موقف المغاربة من البرتغاليين والطعن في وطنيتهم
وديانتهم وأخلاقهم . واقتصرت المحاولات المغربية التي بذلت في هذا الصدد
على المقالة السريعة والسطحية التي تكتفي بسرد تواريخ احتلال المدن. وكان
نصيب معركة وادي المخازن من هذا المجهود القليل كبراً. وبذلك بقيت عدة
جوانب من تاريخ الغزو مجهولة لدى المغاربة.