كتاب الشرق والغرب رينيه جينو PDF

حين بلغت الساعة مام الحادية عشرة من مساء يوما حد، ١٩٥١ م، كان الشيخ مدقا على فراشه منهكا، خائر القوى، ضاوي الجسد، تلمع في وجهه الأبيض الناصع عيناه الزرقاوان الواسعتان، وتأتلقان محت جبهته العريضة، ويضطرب صدره، وتتصاعد أنفاسه مؤدنة بخروج روحه لتلحق بالملا الأعلى، ذلك الذي عشقه وهام به، وكان دائم التغتي بجلاله وبجاله، ولم يكن يعجبه عن كال الاجتاع به إلا أن تنطلق روحه من إسار هذا العالم الطبيعي. فلا حضر الأجل، وحان أوان مفارقة الـدار التي يختلط حقها بباطلها، ودنا لقاء الأحباب في عالم الحق الذي لا يعرف باطلا، بدا الشيخ مغتطا مرورا، وحق له ا وجعل يهمس باسم الحبيب الذي أنفق حياته يدل الناس عليه، ويصرف نفوسهم وقلو بهم إليه، ففاضت روحه – فيا حكى من حضر وفاته – وهو يردد الاسم المفرد الجامع: الله الل!