كتاب عطار من نيشابور – عصام حوراني PDF

كانت إدارة المؤتمر العالمي لتكريم شاعر العرفان فريد
الدين العطّار» قد أعلنت عن مبادرتها الثقافية. من خلال
وسائل الإعلام» راجية من يرغب من الأدباء في العالم أن
يوافوها بمقالات محذّدة تتعلق بهذا الشاعر الكبير .

وقرأت الإعلان في إحدى المجلاّت الأدبيّة. ولما كنت
شغوفاً بالتصوّف منذ زمن بعيد» تشدّني إليه نزعة حميمة؛
عزمت على اقتحام هذا العالم الغريب مهما كان الوقت الباقي
ضيقاًء؛ نظراً لأن المهلة المحذّدة يومذاك» كانت قد أشرفت
على الإنتهاء» ذلك أني كنت قد قرأت الإعلان في مجلّة صادرة
منذ أشهر معدودة.

وأسرعت إلى المكتبات الكبيرة المعروفة في بيروت»

أبحث عن العطار. فجمعت في هذه العجالة أخباراً وآراء
وأفكاراً متنوّعة. دبّجت بها مقالتي» وأرسلتها إلى إدارة
المؤتمر في تهران. كان ذلك في أواسط سنة 1444. وتسلّمت
في أواخر آب من العام نفسه رسالة من إدارة المؤتمر تعلمني
فيها باستلامها مقالتي بعنوان: (مع فريد الدين العطّار)؛ وقد
أحالوها كغيرها من المقالات الواردة» إلى الهيئة العلمية
للمؤتمر حيث تُدرس المقالات التي تصلها تباعاً من كلٌّ أنحاء
العالم. على أن يُيلَّمْ لاحقاً أصحاب المقالات التي يتم إقرارها
للمشاركة في أعمال المؤتمر.

مضت الأيّام والشهور» وكذلك العام» وظننتُ أن الأمر
قد انتهى» وان مقالتي ربما أخفقت في نيل موافقة أعضاء الهيئة
العلميّة وقبولهم. وأقبل أيلول من عام 1995 » عندما أبلغت
في السابع منه؛ من قبل المستشارية الثقافية بموافقة اللجنة على
اشتراك مقالتي في المؤتمر في مدينة نيشابور» بناء على كتاب
خاص يتضمّن دعوة رسمية من رئاسة المؤتمر. . وقد خُدّد
زمانه ما بين الثالث والخامس من تشرين الأول سنة 1995 .