إبحث عن كتاب أو مُؤلف :

المقالات

ملخص رواية الجذور اليكس هالي

توصل بجديد الكتب على بريدك الإلكتروني بالإشتراك معنا

اضف إيميلك وتوصل بكل كتاب ننشره

إنضموا إلينا عبر  Telegram :

rtgghdgfhdfgerr 1 

أو مجموعتنا على الفيسبوك :

rtgghdgfhdfgerr 2 

أو على اليوتيوب :

rtgghdgfhdfgerr 1
ملخص رواية الجذور اليكس هالي 4
dfd
ملخص رواية الجذور اليكس هالي ، *”لو أن سيدهم تركهم دون حراسة او قيود لمدة سنة وعاد لهم لوجدهم يعملون في الحقول كما تركهم بالضبط !!*” …
– من منا لم يتمنى أن يعرف سيرة جده السابع أو السادس ويعرف هل كان غنياً أم فقيراً؟ ماذا كانت مهنته؟ ماذا كانت ديانته؟ هل كان من أبناء الوطن الأصليين أم مهاجراً؟ إلخ.. من الأسئلة التى طالما تدور فى عقولنا منذ الطفولة وبالفعل قد يجيبنا الأهل بمعرفة واثقة عن سيرة الجد أو جد الجد ولكن أكثر من ذلك قد تكون الصورة ضبابية والمعرفة قليلة وبخاصة أنه لم يكن التوثيق المجتمعي بالصورة التى نحن عليها الآن ..
أليكس هيلي كان منذ طفولته مثلنا يتمنى معرفة سيرة آبائه وأجداده وقد كان الهدف عنده هو معرفة جذوره الأفريقية وكيفية وصول أجداده لأمريكا التى وإن تم إعتبارها الآن أرض الأحلام ولكنها نشأت بفضل سواعد المهاجرين وعلى الأخص منهم الأفارقة، وحظه الجيد أنه ينتمي لدولة تعرف قيمة التوثيق منذ القدم، فحركات التجارة ورسو السفن وتجارة العبيد وتسلسل الملكيات كله موثق فى دفاتر وكلها موجودة فى أرشيفات ولكنها فقط تحتاج إلى الجهد والدأب من أجل التقصي والربط، وهذا هو عين ما فعله أليكس هيلي وأسفر عن روايته أو بالأحرى ملحمته الخالدة ( الجذور The roots ) ..
حاول هيلي تتبع تاريخ عائلته منذ أحد أجداده والذي يدعى كونتا كونتي والذى تم استعباده واستحضر ليعمل كرق إلى الولايات المتحدة ..
وتناقلت الأجيال اللاحقة قصة كونتا وكيف أنه كان شخصا حراً في جامبيا، إلى أن حصل أحد أحفاد كونتا على الحرية والذي هو جد هيلي من جهة والدته ..
وبحث هيلي في العادات الأفريقية وعادات الأفريقيين الأمريكيين ليدمجها في قصة رائعة تتحدث عن تاريخ عائلة منذ منتصف القرن الثامن عشر وحتى منتصف القرن العشرين ..
تلك كانت مقدمة رواية “الجذور” للكاتب الأمريكي إليكس هيلي (1921 – 1992) ، والجذور هي ملحمة عائلة أمريكية غير عادية لرجل يبحث عن أصوله، يحكي فيها إليكس قصة حياة جده الأفريقي كونتا كنتي وكيف تم أسره بواسطة تجار العبيد وبيع في أمريكا ، صدرت هذه الرواية عام 1976، وترجمت إلى 37 لغة وبيع منها أكثر من 50 مليون نسخة ..
أليكس هيلي (1921 – 1992 )
هو مؤلف وأديب أميريكي، وُلِدَ في نيويورك، وعمل في بداية حياته في خفر السواحل حيث كان يقضي معظم وقته في البحر، فاشترى آلة كاتبة صغيرة وبدأ بكتابة الرسائل والأقاصيص فى أوقات فراغه وهو على ظهر السفينة. بعد نهاية الحرب العالمية الثانية سمح خفر السواحل لأليكس بأن يعمل في دائرة الاعلام التابعة لحرس البحر، وقد استلم ادارة هذه الدائرة حتى نهاية حياته الوظيفية وتقاعده أي سنة 1959..
أستمر أليكس بالكتابة والنشر ولكن من دون تحقيق أى مكاسب مادية، وكانت فرصته الكبيرة عندما طلبت منه مجلة بلاي بوى إجراء عدة حوارات مع شخصيات اميركية من أصل أفريقي أمثال: مارتن لوثر كينغ، مالكوم اكس، وسامي دايفيس وغيرهم .. ومن خلال مقابلته لمالكوم اكس تعرف عليه جيداً وكتب سيرة حياته سنة 1964.. بعدها قام وبتشجيع من مالكوم اكس بالبحث عن جذوره العائلية متنقلاً بين لندن وافريقيا والولايات المتحدة حيث يسكن ..
لم يترك مرجعاً ولا وثيقة تاريخية إلا وبحث فيها حتى أصدر روايته هذه بعد 12 سنة من البحث المتواصل فى عام 1976..
بداية الإستقصاء:
بذل أليكس جهدا كبيرا على مدار 12 سنة للوصول إلى جذور عائلته وجده الأفريقي ..اتصل بدكتور متخصص في الشئون الأفريقية، وأكد له أن الأصوات التي رواها جده تعتبر من لغة “ماندينكا mandinka”..
سافر للسنغال وقابل عدد من الرجال المسلمين الذين أكدوا له أن كلمة كين تاي قد تكون تحريف للقب عشيرة كنتا الشهيرة في جامبيا، وبالتالي فعليه أن يقابل أحد “الشعراء المؤرخين” وهم رجال طاعنين في السن ويعدون بمثابة أرشيف حي متنقل للتاريخ غير المكتوب، وبالفعل عثر على أحدهم في قرية جوفيور وسافر دون أن يدري لقرية جده الأفريقي ..
قام الشاعر المؤرخ بعرض تلخيص جوهرى لتاريخ عشيرة كنتا التي بدأت في “مالي القديمة” ، وذات يوم هاجرت إحدى فروع العشيرة إلى دولة “موريتانيا” ثم قام أحد أبناء هذه العشيرة ويسمي “كيرابا كونتا كينتا” وهو رجل “مرابط” ( من المرابطين أتباع الشيخ عبد الله بن ياسين ) برحلة طويلة إلى أن وصل إلى الدولة التي تسمي جامبيا ..
وفي الوقت الذي جاء فيه جنود الملك ذهب كونتا إلى مكان بعيد عن قريته لكي يقطع بعض الأشجار ولم يشاهده أحد بعد ذلك إلى الأبد…”!
وحينما أخبره الشاعر أن كونتا هو جده الأفريقي الذي يبحث عنه فرحت جميع قرية جوفيور، وذهب اليكس مع الرجال للمسجد الذى أدوا فيه الصلاة باللغة العربية وشكروا الله أنه أعاد لهم حفيد ولدهم ..
البداية: عائلة إفريقية مسلمة
في بداية ربيع 1750 ، وفي قرية “جوفور” على مسيرة أربعة أيام من ساحل جامبيا في غرب أفريقيا ولد طفل ذكر لـ”عمر” Omaro و”بينتا كنت” مستمداً قوته من جسد بينتا القوي، وكان أسوداً مثلها تجري في عروقه دماؤها ..
فرح “عمر” بميلاد ابنه كثيراً، واختار له اسم “كونتا” وهو اسم جد الطفل “كيرابا كونتا كنتي” الذي جاء من موريتانيا إلى جامبيا حيث أنقذ أهل “جوفور” من المجاعة التي حطت بقريتهم نتيجة القحط والجفاف ، وكان كل شئ يموت ويفني، ووقع المزيد من الناس مرضى، وترك البعض الآخر القرية هرباً حتى أرشد الله خطوات الولي الصالح “كيرابا كونتا كنتي” إلى القرية فانقذها من الجوع ..
عاش كونتا مع أسرته حياة هادئة، وفي جوانب العرض الرائع لإليكس هيلي نلمح كيف كان سكان جامبيا يتمسكون بديانة الإسلام ، فعندما أصابهم يوماً ما قحط فضلوا أن يموتوا جوعاً على أكل الخنازير، وعندما بلغ كونتا السن التي تؤهله للعمل خرج لرعي بعض الماعز لوالده، وبعد الرعي كان يذهب لكتّاب القرية لحفظ القرآن الكريم وتعلم اللغة العربية ..
يذكر هيلي الكثير عن الحضارة الأفريقية، مثل حضارة دولة مالي التي اشتهرت بمدنها الكبيرة ومزارعها وصناعها وحدادوها ودباغوها، ولكن ثروتها الضخمة أتت من طرق التجارة البعيدة في الملح والذهب والنحاس، وأعظم المدن هي تمبوكتو والتي كانت مسكونة بآلاف الطلبة الأفارقة الباحثين عن العلم ..

تجارة العبيد البشعة:

حكت عجوز في القرية لكونتا عن تجارة العبيد فقالت له :
” لقد هجم الرجال البيض ومعهم السود الخونة على قريتها، أشعلوا النيران فيها، ومن نجا من النيران سقط في أيديهم ، وتم اقتيادهم في وحشية، أما الذين جرحوا بشدة أو العجائز أو الصغار ممن لا يستطيعون السفر فقتلوا أمام أعين الآخرين” ..
لطالما حذر عمر ولديه كونتا ولامين من البيض، فقال لهم أنه و شقيقيه جانيه وسولوم قاما في السابق بالذهاب في رحلة ليروا ماذا يفعل الطوبوب (هو الاسم الذي كان الأفريقيين يطلقوه علي الرجال البيض الأشرار)، فسار الإخوة الثلاثة علي طول ضفتي نهر كامبي بولونجي ( نهر رئيسي في جامبيا) إلى أن عثروا على عشرين زورقاً ضخماً، حيث يقوم البيض بوضع الأسرى في “زرائب”، وعندما تحضر الزوارق الصغيرة فإنه يتم جر الأفارقة للخارج وقد حلقت رؤوسهم، وخٌتمت أجسادهم المطلية بشحوم لامعة بأختام معدنية حامية، ويشحنوا في زوارق كبيرة، ومن يحاول الفرار ويقذف بنفسه في المياه يكون لقمة سائغة لأسماك القرش ..
وقوع كونتا فى الأسر:
كان سكان جامبيا قد تعودوا في ذلك الزمن على ارسال أولادهم إلى معسكر خاص يشرف على تدريب أولادهم ليصبحوا رجالاً أشداء يعتمد عليهم ويتحملوا بعدها تكاليف الحياة، وقد ساعدت التدريبات التي تلقاها كونتا في تحمله مصاعب العمل حينما صار عبداً فى أمريكا ..
صلى كونتا كعادته صلاة الفجر وأخذ نفساً عميقاً وانطلق نحو المجرى المائي بسرعة ومعه كلبه من أجل البحث عن خشب في الغابة يصلح كاطار لطبلته، وفي أثناء ذلك سمع كونتا رفرفة حادة لجناحين، تبعها صياح ببغاء فوقه، واستدار الصبي ليشهد عدداً من البيض يحاولون إقتياده، حاول المقاومة غرس أسنانه في لحمهم وأدخل أصابعه في عيونهم، ولكن أحدهم هوى بفرع الشجرة على رأس كونتا، لكنه وبالرغم من الدماء التي تسيل من رأسه المشقوق ظل يحاول الهرب، ولكنهم أوسعوه بالضرب الوحشى وتمكنوا منه ..
لقد ظل يقاتل من أجل من حياته ومن أجل عمر وأمه بينتا وأشقائه وعندما أصطدم فرع الشجرة برأس كونتا أصبح كل شئ اسود فى عينيه ..
يرمونه في قبو السفينة!!!!
هذا هو الجزء الذى وصفه أليكس هيلي بأنه كان أصعب جزء على نفسه عند كتابة “الجذور”، كيف يصف فى كلمات رحلة العذاب الطويلة التي تقطعها السفينة من ساحل أفريقيا إلى ساحل أمريكا الشرقي فى رحلة امتدت لعدة أشهر عبر محيط متقلب الأجواء وفي مكان أقل ما يوصف أنه قبر !!!
ولنقرأ في الرواية وصف أليكس هيلى لذلك:
استيقظ كونتا ليجد نفسه نائما على ظهره بين رجلين آخرين في حفرة من الظلام ، كان كل جسده كتله من الألم والضرب الذي تلقاه لمدة أربعة أيام ..
سمع صوت الأنات المكتومة بكل اللغات، أخذ يدقق السمع فجاءت صيحة بالعربية من أحد الأسرى معه يقول:
” الله في السماء ساعدني” ..
ورغم أنه لا يستطيع أن يقعد على ركبتيه ولا يعرف حتى أين إتجاه القبلة فإنه أغمض عينيه حتي استلقى وصلى طالباً مغفرة الله ..
رفض كونتا الطعام الذي يقدم له، لم يكن طعاماً إنما شئ صلب لا تتحمله المعدة .. كانت رحلة عصيبة، عانى فيها المحبوسون من آلام الأسر، الجوع، الرائحة النتنة من قياءهم وبولهم وبرازهم، وقرصات قمل الجسد، امتلأ كل المحبس بالقمل والبراغيث، والفئران ضخمة الحجم التي كانت تعض الجروح المتقيحة ..
الوصول لأمريكا:
وصلت السفينة لورد ليجونيار إلى ميناء أنابوليس فى 29 سبتمبر 1767، سيطرت على كونتا فكرة الهرب لكنه تذكر صوت مدربه في معسكر الرجولة: “
الرجل الحكيم من يتعلم من الحيوانات التي تقع في الأسر فتبدو أنها استسلمت حتى توفر طاقتها وفي الوقت المناسب تلوذ بالفرار من صيادها” ..
يبيعونه فى المزاد:
وفي المزاد، قام جون وولر بشراء كونتا بمبلغ 850 دولاراً، كان كونتا يعلم فقط أن عليه أن يهرب من هذا المكان المخيف أو يموت في المحاولة، حاول أربع مرات أن يفعل، وبعد كل محاولة فاشلة يتعرض لأقسى أنواع التعذيب ..
وبعد أن فشل في محاولة الهرب الثالثة وأصيبت قدمه بطلق ناري فكر في محاولة جديدة للهرب وأختبأ في عربة لنقل التبغ، أحس بالسعادة حينما وجد نفسه يقفز من صندوق العربة دون أن يلاحظه أحد، اختبأ داخل دغل، وظل يجري نحو الشرق نحو أفريقيا ..
فجأة سمع نباح كلاب ..
هل عثروا عليه مرة أخرى؟
نعم ..
كان يطارده رجلان من البيض الذين يتعقبون السود الهاربين من أسيادهم ..
دخل في معركة معهم وضرب أحد الرجلين بحجر في وجهه، اقتادوه بعنف نحو شجرة ومزقوا ملابسه وخلعوها عنه وقيدوه بقوة حول جذع الشجرة، وأمسك أحد البيض بفأس صغيرة وأشار إلى قدم كونتا، لقد هوت الفأس على قدمه فأطاحت بمقدمتها وصار كل شئ مظلماً ..
نقطة نور فى ظلام اليأس:
غضب السيد ويليام وولر ( أخو جون) من قطع قدم كونتا فقام يشرائه من أخيه، وعالجه من الجرح .. وفي مزرعته استطاع كونتا أو توبي كما كانوا يطلقون عليه أن يبدأ حياة جديدة ويتأقلم بعض الشئ مع السود الذين يعملون في نفس المزرعة ..
وهكذا تستمر الحياة ..
كونتا يضطر للتأقلم ومأساة جديدة في حياته:
كونتا وبيل يرزقان بمولودتهما كيزي ..
تزوج كونتا في سن الـ39 من بيل والتى تعمل طاهية في المنزل الكبير، وأنجب منها بنتاً في 12 سبتمبر 1790 أسماها كيزي، كانت تقريباً في نفس سواده، وأصر كونتا على تعليم ابنته كل شئ عن أفريقيا، لكنه شعر بالغضب الشديد عندما أرادت أمها أن تذهب بها للكنيسة لتعميدها ..
وعندما بلغت كيزي تعرفت على نوح وهو شاب يكبرها بسنتين، ومثل كونتا كان نوح يفكر في الهرب إلى الشمال ومن هناك يستطيع أن يعمل ويشتري حرية كيزي، لكنه احتاج لتصريح مرور ليقدمه للسلطات إذا اعترضت طريقه، فقامت كيزي بتزوير التصريح، لكن السلطات اكتشفت التزوير وقامت بتعذيب نوح حتى اعترف أن كيزي هي التي كتبت التصريح، وحينما علم سيدها بالأمر أصر على بيعها ..
على إثر ذلك أصيب كونتا بالصدمة وحاول أن ينقذ ابنته بكل ما يستطيع فأمسك بالسلاسل في جنون .. عندها دوت رصاصة من مسدس الشريف بجوار أذن كونتا فوقع على ركبته وأحس برأسه يكاد ينفجر ..
هجمت أمها بيل على الشريف فلطمها بقوة أطاحت بها على الأرض وقام بحمل كيزي ووضعها في العربة وانطلق بها مهرولاً حاول كونتا أن يتشبث بالعربة وراح يجري وراءها في ذهول حتى اختفت السيارة .. لقد ذهبت كيزي ولن تعود .. ولن يراها مرة أخرى ..
ومن هذه النقطة لن تحدثنا الرواية عن باقي حياة كونتا كنتي الذي بلغ سنه حينئذ 55 سنة، لتنتقل بنا الرواية لتحكي لنا المأساة التى تعرضت لها كيزي( بدء الجيل الثاني) ، فقد اشتراها سيد جديد من ولاية كارولينا اسمه “توم لي” وقد كان مجرد أفّاق نجح في جمع ثروة من مصارعة الديوك، في الليلة الأولى لكيزي في مزرعة توم لي قام باغتصابها بطريقة وحشية، واستمر يمارس ذلك لسنوات ..
أنجبت كيزي ولداً في شتاء 1806 ، كانت تتمنى ان تسميه كونتا أو كنتي ، لكنها خشت من غضب سيدها الذي أطلق على الصبى اسم “جورج” ..
وعندما بلغ جورج سن الثالثة بدأت كيزي تحكي لابنها عن جده الأفريقي قائلة:
“إنه طويل وبشرته سوداء كالليل ويميل الى الوقار الشديد، كان يحلو له أن يسمي الأشياء بأسمائها الأفريقية مثلاً “الكمان” كو ko أو يسمي النهر كامبي بولونجو”..
وقد أصبح هذا تقليداً في ذرية كونتا كنتي بأن يقوم الأب أو الأم بتلقين الأطفال كل شئ عن تاريخ جدهم الأفريقي ..
وأخيراً الحرية:
في 1861 ، اندلعت الحرب الأمريكية بين الولايات الشمالية والولايات الجنوبية التي تمسكت بالحق في استعباد الأفارقة، أسست هذه الولايات ما سمي ( الولايات الكونفدرالية الأمريكية) وأعلنت انفصالها عن باقي الولايات الشمالية ..
وفي 1862، أصدر ابراهام لنكولن إعلان تحرير العبيد جاعلاً من تحرير العبيد في الجنوب هدفاً للحرب، وسرى الخبر كالوميض بين ملايين الزنوج في الجنوب .. وأخيراً في ابريل 1865 استسلم الجنوب وخرج الزنوج يقفزون هنا وهناك ويرقصون ويصيحون ويغنون صلاة الشكر لله ..
وفي 29 سبتمبر 1967 وقف الكس هايلي على رصيف ميناء أنوبوليس في نفس اليوم الذي رست فيه السفينة التى جلبت جده من أفريقيا، وأصبح “كونتا كنتي” أحد رموز الثورة على العبودية، وسار على طريقه من بعده مالكوم أكس ومارتن لوثر كينج …
اليكس هالي 2

نبذة عن معاناة السود فى أمريكا:

وتكشف رواية الجذور عن المعاناة التي قاساها الأفارقة في ظل العبودية ، يقول اليكس : “كانت كل القوانين في أمريكا تصب ضد مصلحة السود، فإذا ضبط أبيض زنجي يحاول الهرب يمكنه أن يقتله ولا عقاب عليه، ولا يسمح القانون للزنوج بحمل السلاح أو حتى عصا، ويقول القانون عشرين جلدة إذا تم إمساك أسود دون تصريح سفر، وعشر جلدات إذا نظر إلى البيض في عيونهم، وثلاثين إذا رفع يده ضد مسيحي، ولا جنازة لزنجي حتى لا تنقلب لاجتماع، ويقول القانون تقطع أذن الزنجي إذا اقسم الناس البيض انك تكذب والأذنان إذا ادعوا أنك تكذب مرتين، والقانون يقول إذا قتلت ابيضاً تشنق وإذا قتلت زنجيا أخر تجلد” ..
ما أعقب رواية الجذور:
صدرت هذه الرواية عام 1976، وترجمت إلى 37 لغة وبيع منها أكثر من 50 مليون نسخة وأصبحت أساساً لمسلسل تليفزيوني حمل نفس الاسم حقق نجاحاً منقطع النظير. وحصل على عدد لا بأس به من الجوائز. وقد الهمت الرواية انتاج عملين اخرين هما: مسلسل «جذور: الاجيال القادمه» «Roots: The Next Generations» عام 1979 والفيلم التلفزيوني «جذور: الهبة» «Roots: The Gift» عام 1988..
أما قريته والقرية المجاورة لها في جامبيا، فإنهما أضحتا محجاً سياحياً للكثير من قراء الكتاب ومشاهدي الفيلم، كما اعترفت بهما اليونسكو كموقعين أثريين تاريخيين بارزين ..حيث تحتوي مدينة جوفريه على متحف الذاكرة وقد أنشأته الحكومة الغامبية سنة 1996 متحفاً تذكارياً يضم لوحات فنية تظهر أسراً أفريقية مصفدة بالأغلال تساق بالقوة من طرف أوروبيين إلى السفن ليبدأوا رحلة الإبحار إلى العالم الجديد ..
ويضم المتحف كذلك خرائط لنقاط بيع الرقيق ومراكز نقلهم، إضافة إلى بعض الأسلحة البيضاء المتواضعة التي كان الأفارقة المحليون يعتمدون عليها في الدفاع عن النفس ومقاومة سطوة الرجل الأبيض …

موقع المكتبة.نت

نحن على  "موقع المكتبة.نت – Maktbah.Net " وهو موقع عربي لـ تحميل كتب الكترونية PDF مجانية بصيغة كتب الكترونية في جميع المجالات ، منها الكتب القديمة والجديدة بما في ذلك روايات عربية ، روايات مترجمة ، كتب تنمية بشرية ، كتب الزواج والحياة الزوجية ، كتب الثقافة الجنسية ، روائع من الأدب الكلاسيكي العالمي المترجم إلخ … وخاصة الكتب القديمة والقيمة المهددة بالإندثار والضياع وذلك بغية إحيائها وتمكين الناس من الإستفادة منها في ضل التطور التقني...

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى