إبحث عن كتاب أو مُؤلف :

المقالات

مراجعة رواية اسمه الغرام علوية صبح

توصل بجديد الكتب على بريدك الإلكتروني بالإشتراك معنا

اضف إيميلك وتوصل بكل كتاب ننشره

إنضموا إلينا عبر  Telegram :

rtgghdgfhdfgerr 1  

أو مجموعتنا على الفيسبوك :

rtgghdgfhdfgerr 2  

أو على اليوتيوب :

rtgghdgfhdfgerr 1

رواية اسمه الغرام علوية صبح 2

dfd

مراجعة رواية اسمه الغرام علوية صبح

على غرار الروايتين السابقتين «مريم الحكايا» و«دنيا»، تلج علوية صبح في روايتها : «اسمه الغرام» عالم المرأة أو بالأحرى عالم جسد المرأة الذي كان ولزمن طويل منطقة منسية إن لم نقل محرمة على المرأة نفسها.

يقتصر الحكي في هذه الرواية على المرأة التي تتولى هي بنفسها مواجهة جسدها والكشف عن مكنوناته. الجسد في هذه الرواية لا يشبه مطلقاً ذلك الجسد النمطي النموذجي الذي كان يخلقه الرجل ليتغنى به وإنما هو الجسد الحي الذي يتفاعل مع الواقع ومع الزمن ليبرز في كل دقائقه عندما يشارف المنحدر الثاني من العمر، عندما يبلغ الخمسين ويزيد. تتولد الحكايات في عالم قوامه الأساسي خمس نساء: نهلا وسعاد وعزيزة وهدى وناديــن تجمعهن الصداقة والتقارب في العمر ولقسم منهن مسارح الطــفولة والدراسة. وهنّ يمثلن من خلال مهنهن النخـــبة المثقـــفة في المجتمع اللبناني. فمنهن الشــاعرة والكاتبــة والاستاذة الجامعية والمتخصصة في أدارة الأعمال… والانفتاح على الرجل وعالمه في الرواية يكون بمقدار ما يتيح للمرأة أن تكتشف انفعالات جسدها وتستوضح صــورته وكيانه. وعالم الرجل هذا، ينتمي هو أيضاً إلى النخبة المثقفة في المجتمع.

رواية “إسمه الغرام”، تتحدث وبأسلوب رشيق وواضح وبلغة لا ترهق القاريْ مفسحة المجال للهجة المحكية ان يكون لها حيزا لا بأس به إلى جانب اللغة الفصحى. إلى جانب موضوعها الاساس وهو حيوات نساءها .

إختارت الكاتبة لروايتها أربعة نساء (نهلا، سعاد، عزيزة ونادين) صديقات عِشّنَ فترة صباهُن في الجنوب اللبناني قبل إنتقالهن إلى العاصمة بيروت . نسأل هنا هل كانت الكاتبة تهدف من وراء هذا الإختيار المناطقي إلى الإشارة بأن الفتاة الجنوبية تعيش حالة من الضياع والكبت والحرمان مما يدفعها ومع أول فرصة سانحة للتمرد على التقاليد والتحرر الذي تسمع عنه، فتصبح الخيانة الزوجية مباحة بإسم الحب والغرام ! هل أن المرأة الجنوبية هي على هذه الصورة التي ظهرت بها نساء الرواية.

نساء قدر لهن تحصيل مستوى جيد من الثقافة والتعليم توزعت إختصاصاتهن الجامعية بين الأدب العربي والفلسفة وإدارة الأعمال. وحظيت كل واحدة منهن بزوج ناجح في عمله وميسور الحال ماديا. ومع هذا تجدهن يبحثن عن اللذة خارج إطار الزواج بعد أن ألصقّن صفة العجز الجنسي أو سؤ الطباع بأزواجهن. وهي من الصفات التي شاع اللجوء إليها في مثل هذه الحالات. وكأن هناك ميَل إلى إعتبار مؤسسة الزواج مؤسسة فاشلة تقيد حركة المرأة وتحد من حريتها التي تنشدها . فلا تكتشف جسمها او تجد متعتها إلا خارج إطار الزواج وعبر علاقة مع رجل آخر تعتبره أكثر تفهما وشغفا بها من زوجها. أكثر من ذلك فإن تعدد العلاقات الجنسية لشخصيات الرواية لم ينظر إليه ” كخيانة زوجية ” بل أصبح موضع فخر وتباهٍ ، تقول إحداهن لصديقتها : «وإنتِ يا هبلا يلاّ قومي روحي عيشي وزتّي هالمقبور جوزك ورا ظهرك”. أما نهلا فتقول لسعاد عن زوجها “لم أشعر يوما بأني أخونه، برغم أني كنت دائمة الخيانة له “.

غلاف رواية اسمه الغرام علوية صبح

رواية اسمه الغرام علوية صبح

بالمقابل قدمت الرواية الرجل (الزوج – الأخ – خطيب ربيعة ووالده وحتى الشيخ بصورة سيئة ). مثلا زوج نهلا بعد أن أنجبت منه ولدين وأصبحت جدّة ، إكتشفت فيه العجز الجنسي، وزوج سعاد ألمحامي أصبح يتجنب النظر إليها بعد مرضها الجلدي والتشوهات التي لحقت بجسمها، ونهلا تشكو من تسلط أخيها جواد وتضييقه على حركاتها وسكناتها. في حين أن والد خطيب ربيعة (أخت نادين) طلب من إبنه الإعتداء الجنسي على خطيبته قبل الزواج وعندما تمنعت ربيعة عن الإستسلام لخطيبها تطوع الوالد بنفسه لمحاولة الإعتداء على خطيبة ولده فقط لكسر عين أهلها .

حالة غريبة لا أعتقد بإمكانية حصولها . وكذلك قصة الشيخ الذي ولأجل تكريمه وتبجيله تُقدّم له فتاة يختارها لأجل متعته عندما يحل ضيفا على أحدهم أو إحدى القرى!! هنا ربما إلتبس الأمر على الكاتبة لربما كان المقصود هو عقد التحريم الذي يجيز للغريب (عن أهل الدار) المبيت أو الإقامة عند الذين يستضيفونه. وكذلك تطرقت الرواية إلى علاقة الدكتور جودت محمود الملتزم دينيا والمنتمي إلى حزب ديني هذا الدكتور لأجل الوصول إلى مبتغاه مع عزيزة إشترط إجراء عقد متعة وتركها بعد ليلة واحدة وكأن الكاتبة تريد ان تسجل نقطة في مرمى هذا الحزب او هذه البيئة الدينيىة التي شاع عنها لجوؤ أفرادها إلى هكذا نوع من العقود التحايلية .

رواية إسمه الغرام هل فعلا ما عاشته هذه النسوة وتحديدا نهلا يمكن ان نسميه الغرام. ام هو أقرب إلى الهوس والشبق الجنسي . نهلا تقول عن نفسها لسعاد ” أنا لست قديسة حُب” فهي تعترف انها أقامت علاقات متعددة أسمتها علاقات عابرة مع عدد من الرجال ثم تحاول ان تقنعنا وتقنع نفسها بالقول “أن هاني ليس حبيبي وحسب بل رفيقي وعشير روحي وشيء آخر لا أعرف له إسما سوى ان إسمه الغرام ” . وهي إعترفت بأنها فكرت ان تهرب من البيت لتتزوج هاني سرا وتضع أهلها تحت الأمر الواقع لكنها صُدمت بموقف هاني الرافض لهذا الأمر معللا الرفض بأنه لا يزال تلميذا ووالده فقير بائع خضار على عربة. ليعود وفي لقاء آخر يعترف لها بأنه تعرف على فتاة في فرنسا إسمها سوسن أحبها ويرغب بالزواج منها . علاقة هاني بنهلا أقرب إلى النزوة منها الى الغرام بدليل انه حاذر التورط معها كثيرا قبل زواجها من سليم . يقول لها ” شو بكي يا نهلا، خيّك مجنون، وعيلتك بتاخذ بالثأر، وبهالأيام الإنسان رخيص متل الفشكة ، يمكن يقتلوكِ ويقتلوني “.

لقد حاربت نهلا الخوف من جسدها وعزلته عنها طوال حياتها ثم عقدت مصالحة معه راح الحب يشد أواصرها، ويضفي جمالاً على أدقّ تفاصيله، «كان هاني أول من عرّفني إلى جسمي، وجعلني أكتشف كل تفصيل فيه»، تقول نهلا. فقد صالحها الحب مثلاً مع «مؤخرتها الهابطة قليلاً وفخذيها الممتلئين…» ثقافة الفرح رواية «اسمه الغرام» لعلوية صبح هي احتفاء بثقافة الفرح ونشيدٌ للحياة وللحب الأزلي. فالعالم هو، في عيني نهلا، أجمل من أن تعاديه وتختبئ منه،فكيف لها أن تقابله بالعبوس وهو يضحك لها؟ الحياة كلها كانت تشدها لتعيشها بملء جوارحها ولتكتشف المزيد  .

فأين، والحالة هذه، لنرجسية الجسد أن تخبوً؟ من هذا المنطلق دخلت المرآة ولعبة المرايا تقنية السرد في الرواية. فالمرآة حاضرة في مختلف مراحل القص لتعكس، في شكل لا يخلو من الإعجاب، جمالية الجسد، الذي لا ينال العمر منه بشيء إن تسلح بالحب والفرح. لذا، عندما استعادت نهلا علاقتها بهاني في منتصف العمر وقفت أمام المرآة عاريةً لتتفحص جسدها قبل أن تخرج للقائه. فقد شعرت أمام المرآة بأن عيني هاني تريان جسمها العاري.

وبالرغم من الوصف المفصل والدقيق لكل التحولات التي طرأت على جسدها من رأسها حتى «الإصبع الطويل بين أصابع رجليها الذي كان يعشقه هاني ويقبّله»، فإنها كانت تحسب دائماً أن جسدها ما زال محافظاً على جماله. في تصرّف لا يخلو بدوره من النرجسية، وكي لا يفوتها التأمل في أي جزء من جغرافية جسدها أتت بمرآة صغيرة لتتفقد عضوها. فهي وإن ارتعدت لرؤية «شعرة بيضاء في عانتها»، ثم لإدراكها أن «عضلات المشفرين أصيبت بالارتخاء أيضاً. وحين لمست بظرها شعرت بأنه فقد شيئاً من صلابته، وأنه صار في مكان أكثر انخفاضاً»، وبالرغم من كل ذلك فإن «شعورها بأنوثتها وجسدها الآن هو أقوى بكثير من أيام الشباب». فالجسد الذي ينبض بالرغبة والحياة يكتشف بالحب أحاسيس لا تني تتجدد خصوصاً وأن التقاء جسدي نهلا وهاني لم يتم مطلقاً ولو لمرة واحدة في العتمة.

فالمرآة والضوء يخرجان الجسد من العتمة إلى النور ومن الخفاء إلى الظهور ومن موروث الخوف و«العيب» إلى واقع التآلف واللذة. وقلما وجدنا في الرواية العربية وصفاًً لعضو المرأة في نشوته يجمع إلى الجرأة في التعببر الفنَ والشعرية والجمال ويمنحه دوره الطبيعي في الحياة والوجود كما هو الحال في هذه الرواية. فهو ليس عبءً على المرأة أو موطنَ خجلها إنما هو كائن بذاته تجاوز سلبيته وما لحق به خلال أجيال من أوهام ومن شعور بالذنب، وبات «يعانق ويقبل، كما أنه حنون مثل اليدين، يحضن مثلهما».ً «إنه مصدر الضوء والدفء والمشاعر».

موقع المكتبة.نت

نحن على  "موقع المكتبة.نت – Maktbah.Net " وهو موقع عربي لـ تحميل كتب الكترونية PDF مجانية بصيغة كتب الكترونية في جميع المجالات ، منها الكتب القديمة والجديدة بما في ذلك روايات عربية ، روايات مترجمة ، كتب تنمية بشرية ، كتب الزواج والحياة الزوجية ، كتب الثقافة الجنسية ، روائع من الأدب الكلاسيكي العالمي المترجم إلخ … وخاصة الكتب القديمة والقيمة المهددة بالإندثار والضياع وذلك بغية إحيائها وتمكين الناس من الإستفادة منها في ضل التطور التقني...

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى