كتاب مغامرة المعنى من النحو الى التداولية قراءة في شروح التلخيص للخطيب القزويني صابر الحباشة PDF

تمثل هذه الدراسة محاولة لمعالجة بعض الشروح البلاغية القديمة من زاوية تداولية، تلحّ البعد التواصليّ في المنظومة البلاغية القديمة، كما تسعى إلى عقد مقارنات بين المعاني البلاغية، كما كرّستها تلك الشروح، وما اكتنفتها من معان تداولية، يمكن استبصارها بالاستعانة بما جاءت به بعض المقترحات التداولية الحديثة. وتتخذ هذه الدراسة “شروح التلخيص” للقزويني مدوّنة لها، حيث دُرست بعض أحوال المسند إليه كالحذف والذكْر والتعريف والتنكير والتقديم والتأخير ناظرة إلى انتقال زاوية الرؤية من المعنى النحويّ إلى المعنى التداوليّ.

عد أمر البلاغة منتهياً أو كالمنتهي عند من يُنسبون إلى علوم العربيّة. إذ
عدت علماً مكتملاً أتخم بحثاً حتّى لم يمَّد للجديد فيه قولٌّ إلآّ ترداد أقوال
السآبقين أو محاكاة أقوالهم يا ضرب من الإيحاء بترويضها على مناهج
الأسلوبيّة أو التداوليّة مثلاً. وهو أمر ولئن عد إيجابيًاً من جهة نظره إلى
البلاغة نظراً ديناميّاً. فإنّه لا يخلو من إسقاط لا سيا إذا قام نظره إلى
علوم الّسان على اعتبار أنّها بلغت يا صيغتها المتوستيرية (نسبة إلى فردينان
دي متوسّير) البنيوية اكتمالها. ومن ثمٌ يكون النّظر إلى إسهامات جميع
الباحثين .يخ اللّغة (والبلاغة من علوم اللغة) قديماً وحديثاً على منوالها ووضق
مبادثها؛ فهذا النظر يودي إلى حجب ما نفترضه من وجوه إفادة كثيرة يه
المنوال البلاغي العربي.

غير أن وجود مثل تلك الإفادات لا يحجب عنا السّؤال عن الأسباب
الحقيقية الكامنة وراء جمود البلاغة وما نسب إلى مباحثها من تحجر .كما
لن يعوقنا ذلك عن الانفتاح على مناهج البحث اللّساني المستجدة ولا اسيّما
منها التداوليّة. لا لتحاكم البلاغة العربيّة وفق منوالاتهاء بل لنجرب النظر يي
إمكانيات المقارنة بينهما وتغذية التراث التنظيري البلاغي العربي بروافد
جديدة جاءت بها التداوليّة. دون أن تكون غايتنا إرجاع اكتشافات التداوليّة
وإسهاماتها إلى البلاغة.على نحو يشي بالإسقاط المهدر للبعد التّاريخي؛ أو
القول بالتّطابق بين آليات العلمين قولاً مجحفاً لا يقوم على دليل»
« الموضوعي؛إلى المدوّنة البلاغيّة نظرة تسقط الأفكار المسبقة (نحو القول بجمود البلاغة بَلَةَ موتها) وذلك تأسيساً على أطروحات غربيَّة قد لا
تصدق بالضّرورة على الستياق العربي الإسلامي +

ولعلّ مدوّنتنا اللخصوصة («شروح التلخيص» للقزويني) من أقلّ المدوّنات
التماساً لدى الباحثين .يخ البلاغة إلآ تاريخاً أو تعليقاً. ما النظر الفاحص عن
القيمة الكامنة لي تلك الشروح. فيبدو لنا منعدماً أو لي حكم المنعدم.