كتاب مبادئ القيادة في قصتي طالوت وداود في القرآن حسين بن علي الزومي PDF

كتاب مبادئ القيادة في قصتي طالوت وداود في القرآن حسين بن علي الزومي PDF ، تحميل مباشر من موقع المكتبة نت أكبر مكتبة كتب PDF ، تحميل وتنزيل مباشر وقراءة أونلاين كتب الكترونية PDF مجانية.

وضع القرآن صفات للقائد الراشد، ومن ذلك: امتلاكه المؤهلات الفكرية والعلمية والإدارية، وأن يكون له إلمام معرفي بالمنصب الذي هو فيه، سواء كان في الجوانب العسكرية أو السياسية أو الإدارية، كما أنه لا بد للقائد أن تتوافر فيه القدرات النفسية العالية، والاستعداد البدني المتكامل والأخلاق الرفيعة في التعامل في الأفراد.
من أكثر الأخطاء شيوعاً قديماً وحديثاً هو الالتفات في (انتخاب القيادات) إلى معيار المال والجاه، وتقديم الأوصاف الخارجية للشخص على الأوصاف الذاتية، وكذلك من أخطاء النموذج الديمقراطي فتح باب الانتخاب لدهماء الناس ومن ليس لهم معرفة ولا دراية.
مؤشرات النجاح القيادي لطالوت ولداود كثيرة، والتي تجعلهما بحق من أعظم القادة في التاريخ، وقد استطاعا أن يرفعا بني إسرائيل من حضيض الأمم إلى تكوين دولة عزيزةٍ آمنة.
الفروق القياديّة بين النبي صمويل عليه السلام وطالوت وداود عليه السلام هي التي ساهمت في نجاح كل واحد منهم في مرحلته الزمنيّة المناسبة لمواصفاته، وأن كل ذلك من التكامل القيادي، كما أن انتقال السلطة من طالوت إلى داود عليه السلام كان بطريقة طبيعية وفق مقتضيات المرحلة الجديدة، ودعوى الصراع الطويل بينهما مزيفة ومشبوهة.
القرارات المتخذة في القصّة جاءت متنوعة، وقد رسمت لكل القادة قواعد إدارية وضوابط تربوية في اتخاذ القرارت.
وضعت آيات القصص لنا منهجاً تربوياً يحكم على علاقة القائد بالأفراد، وينبغي لمن أراد النجاح من القادة أن يحتذي بها؛ ومن ذلك الإعداد التربوي للأفراد قبل التكليف بالمهام والوظائف من الأمور الهامّة التي تساهم في قناعة الأفراد بتحقيق الأهداف.
على القائد أن يضع التدريبات القياسية للأفراد، وأن ينمي فيهم الدافعية وتحمل المسؤولية، وأن يكون حريصاً على توزيع المهام وفق قاعدّة (وضع الرجل المناسب في المكان المناسب). 

فإن مما لا شك فيه أن كتاب الله هو منهج حياة الأمة في جميع جوانبها،
والناظر فيه بعمق يجد فقها واسعا لظروف الحياة ومنطلقاتها، ولذلك أمرنا
الله في أكثر من آية بالتدبر والتفكر والنظر في القرآن الكريم، ولا يخالطنا أدنى
شك أنه دستور الحياة الخالد، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛
ذلك أنه كلام الله المحفوظ، الذي يمكن أن يطلق عليه أنه الكون المسطور،
المتضمن علم الكون المنظور.
ومن أبرز ما يتضمنه القرآن الكريم، القصص القرآنية التي تحكي التاريخ
والتجارب السابقة لأمم وأفراد، على تنوع مشاربها وعقائدها وأديانها، وهي

ِ
تجارب حافلة بالعظات والعبر في مجالات شتى، ﴿لَ َق ْد َك َن ف
ِع ْ َبةٌ ِّلأُ ْو ِل الأَ ْلَ ِ اب﴾ [يوسف:.]111
فالقصص تجارب ظاهرة في الخير والشر، والعاقل من وعظ بغيره ومن
استفاد من الوقائع والأحداث، والخبرات الإنسانية تتراكم مع مرور الأيام
والأحداث.
وقد وضع الله لنا في كتابه تجارب قيادية متنوعة في الخير والشر، ومن
أهم تلك التجارب القيادية ما جاء في قصة طالوت وفي قصة داود، سواء في
سورة البقرة التي ورد فيها ذكر طالوت من غير تكرار في غيرها، أو في سورة البقرة وفي غيرها بالنسبة لذكر داود . 
ُ وفي هذا الكتاب هدفت إلى بيان المبادئ القيادية المهمة التي يمكن
أن تستفاد من قصتيهما، في ضوء الآيات التي ذكرتهما، مع إطلالات على
خلفيات بعض الأحداث المتعلقة بهما وبزمانهما، في إطار مرجعية القرآن
والسنة النبوية، وما لا يتناقض معهما في العهد القديم، مبينا ما يمكن قبوله
من ذلك وما لا يمكن قبوله في ضوء القرآن الكريم.
وقبل الولوج إلى الحديث عن المبادئ القيادية رأيت أنه من المهم
عمل مدخل مبسط عن طالوت وداود في القرآن الكريم، كلمحة لا بد منها
قبل بيان المبادئ القيادية المستفادة من قصتيهما.
وأرجو الله أن أكون قد وفقت في بيان تلك المبادئ القيادية، وأن
يجعل الله تعالى لعملنا القبول فهو خير مأمول وأرجى مسؤول 

تحميل وقراءة أونلاين كتاب مبادئ القيادة في قصتي طالوت وداود في القرآن حسين بن علي الزومي PDF